قَالَ وَقَالَ عمر بن عبيد الْعَزِيز لمزاحم مَوْلَاهُ إِنِّي قد اشْتهيت الْحَج فَهَل عنْدك شَيْء قَالَ بضعَة شهر دِينَارا قَالَ وَمَا تقع مني ثمَّ مكث قَلِيلا ثمَّ قَالَ لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ تجهز فقد جَاءَنَا مَال سَبْعَة عشر ألف دِينَار من بعض مَال بني مَرْوَان قَالَ اجْعَلْهَا فِي بَيت المَال فَإِن تكن حَلَالا فقد أَخذنَا مِنْهَا مَا يكفينا وَإِن تكن حَرَامًا فكفانا ماأصبنا مِنْهَا فَلَمَّا رأى عمر ثقل ذَلِك عَليّ قَالَ وَيحك يَا مُزَاحم لَا يكثرن عَلَيْك شَيْء صَنعته لله فَإِن لي نفسا تواقة لم تتق إِلَى منزلَة فنالتها إِلَّا تاقت إِلَى مَا هِيَ أرفع مِنْهَا حَتَّى بلغت الْيَوْم الْمنزلَة الَّتِي لَيْسَ بعْدهَا منزلَة وَإِنَّهَا الْيَوْم قد تاقت الى الْجنَّة
قَالَ وَأَتَاهُ رجل فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مظْلمَة دخلت عَليّ قَالَ عمر وَمن بك قَالَ فَلَا وَالله مَا اسْتَطَاعَ أَن يَقُول فلَان لبَعض أَهله مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا فَقَالَ فلَان بن فلَان عمد إِلَى مَال لي بِكَذَا وَكَذَا فَأَخذه فَقَالَ يَا غُلَام ائْتِنِي بِدَوَاةٍ وَقِرْطَاس فَكتب الى عَامله إِن فلَانا ذكر لي كَذَا وَكَذَا فَإِن كَانَ الَّذِي ذكر لي على مَا ذكر فَلَا تراجعني فِيهِ واردده عَلَيْهِ ثمَّ ضرب بِإِحْدَى يَدَيْهِ على الْأُخْرَى وَقَالَ {إِن هَذَا لَهو الْبلَاء الْمُبين}
قَالَ وَلما ولي عمر بن عبد الْعَزِيز أَتَت عمَّة لَهُ إِلَى فَاطِمَة امْرَأَته فَقَالَ إِنِّي أُرِيد كَلَام أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَت لَهَا اجلسي حَتَّى يفرغ فَجَلَست فَإِذا بِغُلَام قد أَتَى فَأخذ