4 - معرفة الفوارق الفردية بين المدعوين ومخاطبة كل واحد بما
يليق به.
5 - الاستدلال بالآيات القرآنية وأثره الكبير في نفوس الناس.
وهذا ما ينبغي أن تربى عليه الأجيال , وتقام له الدورات العلمية
لاكتساب مثل هذه المواصفات التي تؤتي ثمارها يانعة -بإذن الله تعالى-.
ومما يبين هذا ما رواه ابن إسحاق إذ قال: حدّثني عبيد الله بن المغيرة بن معيقيب، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن أسعد بن زرارة - رضي الله عنه - خرج بمصعب بن عمير - رضي الله عنه -، يريد به دار بني عبد الأشهل , ودار بني ظفر (?)، وكان سعد بن معاذ سيّد الأوس ابن خالة أسعد بن زرارة رضي الله عنهما، فدخل به حائطا من حوائط بني ظفر فجلسا فيه، واجتمع إليهما رجال ممّن أسلم، وسعد بن معاذ وأُسيد بن حضير رضي الله عنهما يومئذ سيّدا قومهما من بني عبد الأشهل، وكلاهما مشرك على دين قومه، فلما سمعا به قال سعد بن معاذ لأسيد بن حضير رضي الله عنهما: لا أبا لك، انطلق إلى هذين الرجلين اللذين قد أتيا دارنا ليسفّها ضعفاءنا، فازجرهما وانههما عن أن يأتيا دارنا، فإنه لولا أن أسعد بن زرارة منّي حيث قد علمت كفيتك ذلك، فهو ابن خالتي ولا أجد عليه مقدما. قال: فأخذ أسيد بن حضير - رضي الله عنه - حربته، ثم أقبل إليهما. فلما رآه أسعد بن زرارة - رضي الله عنه - قال لمصعب بن عمير - رضي الله عنه -: هذا سيّد قومه فاصدق الله فيه, قال مصعب - رضي الله عنه -: إن يجلس أكلّمه. قال: فوقف عليهما متشتّما، قال: ما جاء بكما إلينا تسفّهان ضعفاءنا؟ اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة, فقال له مصعب - رضي الله عنه -: أو تجلس فتسمع، فإن رضيت أمرا قبلته , وإن كرهته كفّ عنك ما تكره , فقال: أنصفت. ثم ركز حربته وجلس إليهما، فكلّمه مصعب - رضي الله عنه - بالإسلام وقرأ عليه القرآن, فقالا فيما يذكر عنهما: والله لعرفنا في وجهه الإسلام