رجع مصعب بن عمير - رضي الله عنه - إلى مكة وأصبح الأمر أكثر استقرارا , ثم أتى ذلك الموسم الذي لقي فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - نفر من الأنصار , وكانوا رهطا من الخزرج أراد الله بهم خيرا (?) , فعرض عليهم الإسلام فآمنوا به وصدقوه (?) , ثم جاء العام الذي بعده فوافى الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلا فلقوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وبايعوه على بيعة النساء (?) , فعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -، أنه قال: إني من النقباء (?) الذين بايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: «بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل النفس التي حرم الله، ولا ننتهب، ولا نعصي، بالجنة إن فعلنا ذلك، فإن غشينا من ذلك شيئا، كان قضاء ذلك إلى الله» (?).
فلما انصرف عنه القوم بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معهم مصعب بن عمير - رضي الله عنه - , وأمره أن يقرئهم القرآن , ويعلمهم الإسلام ويفقههم في الدين، فكان مصعب يسمى المقرئ بالمدينة، وكان منزله على أسعد بن زرارة بن عدس أبي أمامة، وكان يصلي بهم، وذلك أن الأوس والخزرج كره بعضهم أن يؤمه بعض (?).