لقد كان - رضي الله عنه - فتى مكة شباباً وجمالاً وسبيباً (?) , وكان أبواه يحبانه, وكانت أمه مليئة كثيرة المال , وكان يلبس الحضرمي من النعال (?) , وتكسوه أمه أحسن ما يكون من الثياب , وكان أعطر أهل مكة يدهن بالعبير , ويذيل يمنة اليمن (?).
وقد كان - رضي الله عنه - رقيق البَشَرة حسن اللِّمَّة ليس بالقصير ولا بالطويل (?) , وكان يذكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقول: «ما رأيت بمكة أحداً أحسن لِمّةً ولا أرق حُلةً , ولا أنعم نعمةً من مصعب بن عمير» (?).
فلقد كان - رضي الله عنه - منعماً مدللاً من قبل أبويه , فيأكل أفضل الطعام , ويلبس أحسن الثياب , وكانت أمه شديدة الكَلَفِ به , فلا يبيت إلا وتضع قَعْب الحَيْس عند رأسه فإذا استيقظ أكل منه (?) , فعن عمر - رضي الله عنه - قال: نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مصعب بن