دخل رهط من اليهود على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: السام عليك - بدل السلام عليك - فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((وعليكم))، وكانت عائشة (ض) تسمع ذلك فقالت: وعليكم السام واللعنة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مهلا يا عائشة! إن الله يحب الرفق في الأمر كله)) (?).
سرق لعائشة (ض) شيء، فجعلت تدعو على من سرقه - كما هي عادة النساء - فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - ((لا تسبخي عنه)) (?).
ذات مرة كانت عائشة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فلعنت بعيرا لها - كعادة النساء في هذه المناسبات - فأمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يرد، وقال: ((لا يصحبني شيء ملعون)) (?). فكان ذلك تعليما لها عدم توجبه اللعن إلى البهائم.
من الواقع الملموس أن الناس عامة وبخاصة النساء لا يبالون بمحقرات الذنوب، ويتساهلون في هذا الجانب تساهلا كبيرا، وقد أحس بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - وأدرك هذه الخطورة، فقال مخاطبا عائشة (ض): ((يا عائشة! إياك ومحقرات الذنوب، فإن لها من الله عز وجل طالبا)) (?).