هذا وتبدأ الفترة الحقيقية لتعلم عائشة (ض) ونشأتها التربوية بعد بناء الرسول - صلى الله عليه وسلم - بها، حيث إنها تعلمت في هذه الفترة القراءة والكتابة، وكانت تقرأ القرآن الكريم بالنظر (?)، وفي رواية أنها لم تكن تعرف الكتابة (?)، وورد في الأحاديث أن مولاها ذكوان هو الذي كان يكتب لها المصحف (?)، وهذا يدل على عدم معرفتها بالكتابة، لكن ورد في بعض الروايات أنها كانت ترد على بعض الرسائل التي ترد إليها (?)، ويمكن أن الرواة عبروا بالكتابة والمقصود: أنها أمرت غيرها بالكتابة، كما هو المعتاد في مثل هذه المناسبات.

وعلى كل فإن القراءة والكتابة من قبيل التعليم الظاهري، ولا شك أن مكانة التعليم الحقيقي ودرجته أعلى وأرفع منه بكثير، وكمال الإنسانية، وتزكية الأخلاق، والاطلاع على مبادئ الدين، ومعرفة أسرار الشريعة والتعمق في حكمها ومصالحها، وعلم كتاب الله تعالى وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، كل هذا من التعليم الحقيقي الذي يطلب من الإنسان أن يبرع فيه ويبذل قصارى جهوده في نيله وابتغائه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015