الفصل الثاني
عائشة في مدرسة النبوة
كانت البيئة العربية خالية من التعلم والدراسة، ولم يكن هناك أي رواج لطلب العلم في صنف الرجال، فما بالك بالنساء؟
ولما جاء الإسلام كان في قريش بضعة عشر شخصا يعرفون القراءة والكتابة، من بينهم امرأة واحدة، وهي الشفاء بنت عبد الله العدوية (?).
إن تطوير فن القراءة والكتابة وترويجهما وإشاعتهما، وإيلاءهما اهتماما كبيرا مع نشر دعوة الإسلام إنما يعتبر من أهم البركات الدنيوية التي أفاض بها الإسلام على الناس جميعا، وهو الجميل العظيم والمن الكبير الذي أسداه الإسلام إلى البشرية جمعاء. وخير دليل على ذلك ما حدث يوم بدر، حيث أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - للأسرى الذين لم يجدوا ما يفتدون به أنفسهم أن يعلموا أولاد الأنصار الكتابة (?)، كما أن أصحاب الصفة الذين بلغ عددهم حوالي مئة شخص كانوا يركزون على جانب القراءة والكتابة ويتعلمونها، وكانوا يتعلمون الدين والأحكام الشرعية.
أما بالنسبة لأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - فكانت حفصة وأم سلمة هما اللتان تعرفان