من المهر بيتا قيمته خمسون أو نحو خمسين (?)، وهو يعدل عشر روبيات (?). وهذا لا يصح دراية، لأن مبلغ عشر روبيات لا يمكن أن يشترى به حتى بيت صغير، وجاء في رواية ابن إسحاق أن المهر كان أربعمئة درهم (?).

وهناك رواية أخرى عند ابن سعد نفسه عن عائشة تقول: ((كان صداق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اثنتي عشرة أوقية ونشا، فذلك خمسمئة درهم قالت عائشة: ((الأوقية أربعون، والنش عشرون)) (?).

وفي صحيح مسلم عن عائشة (ض) قالت: ((كان صداقه لأزواجه ثنتي عشرة أوقية ونشا، قالت: أتدري ما النش؟ قالت: نصف أوقية، فتلك خمسمئة درهم، فهذا صداق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأزواجه)) (?) كذا ثبت في مسند الإمام أحمد بن حنبل (?). هذا ولو قورن صداق عائشة بالمغالاة التي عمت في المهور في مجتمعنا اليوم لتبين لنا الفرق الشاسع بينهما، والأخطر من ذلك أن التقليل في المهور أصبح الآن رمزا لإذلال وإهانة الأسر وتحقيرها، والحط من مكانتها الاجتماعية، ومن ثم فالسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو هل توجد اليوم أسرة تفوق أسرة الصديق بل تدانيها في الفضل والشرف والسعادة والمكانة؟ وهل شهد العالم الإنساني اليوم بنتا هي أرفع مكانة وأعلى شرفا وأسمى منزلة من بنت الصديق؟ سيكون الجواب بالتأكيد النفي.

التاريخ الذي تزوجت فيه عائشة (ض):

اختلفت الأقوال في تعيين التاريخ الذي نكح فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عائشة، فقال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015