شيئا، قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا عائشة من أعطاك عطاء بغير مسألة فاقبليه فإنما هو رزق عرضه الله لك)) (?).
كانت (ض) تكره الثناء عليها بنفسها، كما لا تحب أن يثني عليها أحد عند حضورها، وقد استأذن عليها ابن عباس (ض) في مرضها الذي ماتت فيه، لكنها عرفت أنه يأتي يمدحها ويثني عليها فرفضت أن تأذن له، ثم أذنت له بعدما شفع فيه بعض الناس، فلما دخل عليها ابن عباس بدأ يثني عليها فقالت: ((وددت أني كنت نسيا منسيا)) (?).
ومع هذا التواضع وانكسار النفس فإنها كانت أبية النفس، وقد تشتد فيها هذه الصفة بإزاء الآخرين، وتتحول إلى تدلل الحبيب إلى حبيبه عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ولنذكر هنا موقفها (ض) في حادث الإفك لما نزلت براءتها من فوق سبع سماوات كان أول كلمة تكلم بها النبي يا عائشة أما الله عز وجل فقد برأك، وتلا قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.
قالت لها أمها: قومي إليه، فقالت: والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله عز وجل الذي أكرمني بإنزال براءتي (?).
وكذلك نذكر موقفها الأبي من النبي - صلى الله عليه وسلم - حينما تغضب عليه فلا تحلف بـ