وهو الأمير، فقام مروان بن الحكم، وجمع بني أمية وشيعتهم ومنع عن ذلك، فأراد الحسين الامتناع، فقيل له: إن أخاك قال: إذا خفتم الفتنة ففي مقابر المسلمين، وهذه فتنة فسكت، وصلى عليه سعيد بن العاص، فقال له الحسين: لولا أنه سنة لما تركتك تصلي عليه (?).
وقد روى كل من الإمام ابن عبد البر وابن الأثير في (أسد الغابة) والسيوطي في (تاريخ الخلفاء)، بعبارة واحدة ونصها:
((قد كنت طلبت إلى عائشة إذا مت أن تأذن لي فأدفن في بيتها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: نعم، وإني لا أدري لعل ذلك كان منها حياء، فإذا أنا مت، فاطلب ذلك إليها، فإن طابت نفسها فادفني في بيتها، وما أظن إلا القوم سيمنعونك إذا أردت ذلك، فإن فعلوا فلا تراجعهم في ذلك، وادفني في بقيع الغرقد، فإن فيمن فيه أسوة، فلما مات الحسن أتى الحسين عائشة فطلب ذلك إليها فقالت: نعم وكرامة، فبلغ ذلك مروان، فقال مروان: كذب وكذبت، والله لا يدفن هناك أبدا، منعوا عثمان من دفنه في المقبرة ويريدون دفن الحسن في بيت عائشة (?).
...