وكانت تتأسف طول عمرها على ما صدر منها م الخطأ الاجتهادي في اختيارها المنهج الإصلاحي، وكانت تقول حين حضرتها الوفاة: يا ليتني لم أخلق، يا ليتني كنت شجرة، أسبح وأقضي ما علي. وكانت تقول: يا ليتني كنت شجرة، يا ليتني كنت مدرة، يا ليتني كنت حجرا (?).
روى الطبري في تاريخه أن كوفيا دخل على عائشة (ض) بالمدينة فقالت: من أنت؟ فقال: رجل من الأزد، أسكن الكوفة، قالت: أشهدتنا يوم الجمل؟ قال: نعم، قالت: ألنا أم علينا؟ قال: عليكم، قالت: أفتعرف الذي يقول: ((يا أمنا يا خير أم نعلم))؟ قال: نعم، ذاك ابن عمي، فبكت حتى ظننت أنها لا تسكت (?). وقد أوصت (ض) أن لا تدفن مع الرسول - صلى الله عليه وسلم -، بل مع غيرها من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - في البقيع، ((عن عائشة (ض) أنها أوصت عبد الله بن الزبير (ض): لا تدفني معهم، وادفني مع صواحبي بالبقيع، لا أزكى به أبدا)) (?).
وفي رواية ((فإني أكره أن أزكى)) (?) وفي رواية للحاكم ((قالت عائشة وكانت تحدث نفسها أن تدفن في بيتها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر، فقالت: إني أحدثث بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثا، ادفنوني مع أزواجه، فدفنت بالبقيع)) (?). وكانت (ض) إذا قرأت قوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب: 31] بكت حتى تبل خمارها (?).