ما يقع في متناول ذهنها، وملكة في الاستنباط والاستخراج، وقوة نادرة للاجتهاد، إذن فلا غرابة أن يكون غرض الرسول - صلى الله عليه وسلم - من التمريض في بيت عائشة والاستقرار فيه أن تقوم عائشة بحفظ كل الأقوال والأفعال الصادرة من النبي - صلى الله عليه وسلم - في أيامه الأخيرة، والحق الذي لا مراء فيه أن المسلمين قد عرفوا الكثير من أمر نبيهم وأمر دينهم، وأحواله - صلى الله عليه وسلم - عند الاحتضار، من أحاديث عائشة عن زوجها المحبوب عليه الصلاة والسلام.

هذا واشتد المرض بالنبي - صلى الله عليه وسلم - على مر الأيام حتى لم يسعه أن يصلي بالناس في المسجد، وكانت هناك أدعية كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا مرض نفث بها على نفسه، فعائشة (ض) كذلك كانت تنفث عليه بتلك المعوذات والأدعية وتمسح بيده (?)، وكان الناس عكوفا ينتظرون النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد لصلاة الصبح، فكلما ذهب لينوء أغمي عليه، فقال: ((مروا أبا بكر فليصل بالناس))، قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ القرآن لا يملك دمعه، فلو أمرت غير أبي بكر، قالت: والله ما بي إلا كراهية أن يتشاءم الناس بأول من يقوم في مقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت: فراجعته مرتين أو ثلاثا، فقال: ((ليصل بالناس أبو بكر، فإنكن صواحب يوسف)) (?).

وكان - صلى الله عليه وسلم - قد ترك شيئا من الذهب عند عائشة (ض) قبل مرضه الذي مات فيه، فتذكره في مرضه فقال لعائشة: يا عائشة ما فعلت بالذهب؟ فجاءت ما بين الخمسة إلى السبعة أو الثمانية أو التسعة، فجعل يقلبها بيده ويقول: ما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015