ما روي عنهن في بعض الأحوال الاستثنائية والمواضع العاطفية.
وهذه زينب بنت جحش (ض) لما بنى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - هنأتها عائشة (ض) وباركتها (?).
ولما حاولت بعض القلوب المنافقة الحاقدة اتهام عائشة (ض) في حادث الإفك شاركتهم حمنة بنت جحش - شقيقة زينب - في هذه المؤامرة، إلا أن زينب (ض) لم تزل قدماها عن طريق الصواب قيد شبر لأية لحظة، وظلت على موقفها ثابتة، ولما سألها الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن أمر عائشة (ض): يا زينب ماذا علمت أو رأيت؟ فاستعاذت بالله وقالت: ((أحمي سمعي وبصري؛ والله ما علمت إلا خيرا))، وقد كان بوسعها أن تقول في هذه المناسة ما تقوله الضرة المحنقة، وتسقط قرينتها وتخسرها بكلمة واحدة، لكن شرف صحبة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - جعلها أعلى وأرفع بكثير من هذه الدنايا، فلم ينبس فمها بكلمة باطل، ولذلك نرى عائشة (ض) كانت تذكرها بكلمات من الشكر والامتنان، وتقول: ((فعصمها الله بالورع)) (?).
ومرة كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فاعتل بعير لصفية، وفي إبل زينب فضل من الإبل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لزينب: ((إن بعير صفية قد اعتل فلو أنك أعطيتها بعيرا؟ قالت: أنا أعطي تلك اليهودية، فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتركها شهرين أو ثلاثا حتى رفعت سريرها، وطنت أنه لا يرضى عنها، قالت: فإذا أنا بظله يوما بنصف النهار، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأعادت سريرها)) (?).