بينَ الخَوَرْنق والسَّديرِ وبارقٍ ... والبيتِ ذِي الكَعَبات مِنْ سَنْداد1
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَهَذَا الْبَيْتُ لِلْأَسْوَدِ بْنِ يَعْفر النهْشَليّ: نَهْشَلُ بْنُ دَارِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، فِي قَصِيدَةٍ لَهُ، وَأَنْشَدَنِيهِ أَبُو مُحْرز خَلَفٌ الْأَحْمَرُ:
أَهْلُ الخَوَرْنَقِ والسَّديرِ وبارقٍ ... والبيتِ ذي الشُّرفات من سِنْدات
البَحيرة وَالسَّائِبَةِ وَالْوَصِيلَةِ والحَامِي:
رَأْيُ ابْنِ إِسْحَاقَ فِيهَا: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَأَمَّا البَحيرة فَهِيَ: بِنْتُ السَّائِبَةِ، وَالسَّائِبَةُ: النَّاقَةُ إذَا تَابَعَتْ بَيْنَ عَشْرِ إنَاثٍ لَيْسَ بَيْنَهُنَّ ذَكَرٌ، سُيبت فَلَمْ يُركب ظهرُها، وَلَمْ يُجزّ وبرُها، وَلَمْ يُشرب لبنُها إلَّا ضَيْفٌ، فَمَا نُتِجَتْ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ أُنْثَى شُقَّت أذنُها، ثُمَّ خُلِّى سبيلُها مَعَ أُمِّهَا، فَلَمْ يُركب ظهرُها، وَلَمْ يُجز وبرُها، وَلَمْ يُشرب لبنُها إلَّا ضَيْفٌ، كَمَا فُعل بأمِّها، فَهِيَ البَحيرةُ بِنْتُ السَّائِبَةِ، والوَصِيلة: الشَّاةُ إذَا أتأمَتْ2 عشرَ إناثٍ مُتَتَابِعَاتٍ فِي خَمْسَةِ أَبْطُنٍ، لَيْسَ بَيْنَهُنَّ ذكرٌ، جُعلت وَصِيلَةً. قَالُوا: قَدْ وَصَلتْ، فَكَانَ مَا وَلَدت بَعْدَ ذَلِكَ لِلذُّكُورِ مِنْهُمْ دُونَ إنَاثِهِمْ، إلَّا أَنْ يَمُوتَ مِنْهَا شَيْءٌ، فَيَشْتَرِكُوا فِي أَكْلِهِ، ذكورُهم وإناثُهم.
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَيَرْوِي: فَكَانَ مَا وَلَدَتْ بعد ذلك لذكور بنيهم دون بناتهم.