شعر كعب بن مالك في رثاء عبيدة: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَلَمَّا هَلَكَ عَبِيدَةُ بْنُ الْحَارِثِ مِنْ مُصَابِ رِجْلِهِ يَوْمَ بَدْرٍ، قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ يَبْكِيهِ:
أَيَا عَينُ جودي ولا تبخَلي ... بدَمْعِكِ حفا وَلَا تنْزُرِي
عَلَى سيدٍ هَدَّنا هُلكهُ ... كَرِيمِ المَشاهِدِ والعُنْصرِ
جَرِيءِ المقدَّم شَاكِي السلاحِ ... كَرِيمِ النَّثا طَيِّبِ المَكسِرِ1
عُبيدة أَمْسَى وَلَا نَرْتَجِيهِ ... لعُرفٍ عَرَانَا وَلَا مُنْكرِ
وَقَدْ كَانَ يَحْمَى غداةَ القتا ... لِ حاميةَ الجيش بالمِبترِ
وَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ أَيْضًا، فِي يَوْمِ بَدْرٍ:
أَلَا هَلْ أَتَى غسانَ فِي نأيِ دارِها ... وأخبَرُ شىءٍ بالأمورِ عليمُها
بِأَنْ قَدْ رَمَتْنَا عَنْ قِسِيٍّ عَدَاوَةٍ ... مَعدّ مَعا جُهالُها وحليمُها
لِأَنَّا عَبَدْنَا اللَّهَ لَمْ نرْجُ غيرَه ... رجاءَ الجِنانِ إذْ أَتَانَا زعيمُها
نَبِيٌّ لَهُ فِي قومهِ إرْثُ عِزة ... وأعراقُ صِدقِ هذَّبتها أرُومُها2
فَسَارُوا وسِرْنا فَالْتَقَيْنَا كَأَنَّنَا ... أسودُ لِقاء لَا يُرجَّى كليمُها3
ضربناهُمُ حَتَّى هَوَى فِي مَكَرِّنا ... لمنْحر سَوْءٍ مِنْ لُؤي عظيمُها
فَوَلَّوْا وَدُسْنَاهُمْ ببيضٍ صوارمٍ ... سواءٌ عَلَيْنَا حِلفُها وصَميمُها4
وَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ أَيْضًا:
لعَمْر أَبِيكُمَا يَا بْنَيْ لُؤَيّ ... عَلَى زَهْو لَدَيْكُمْ وانتِخاءِ5
لَما حامتْ فوارسُكم ببدرٍ ... وَلَا صَبروا بِهِ عندَ اللقاءِ6
وَرَدْنَاهُ بنورِ اللَّهِ يجلُو ... دُجَى الظَّلماءِ عَنَّا والغطاءِ
رسولُ اللَّهِ يَقْدُمنا بِأَمْرٍ ... مِنْ أمْرِ اللَّهِ أحكمَ بالقضاءِ
فَمَا ظَفَرَتْ فوارسُكم ببدرٍ ... وَمَا رَجعوا إليكمْ بالسَّوَاءِ
فَلَا تعجلْ أَبَا سُفيانَ وارقُبْ ... جيادَ الْخَيْلِ تطلُعُ مِنْ كَداءِ7