مُحَمَّدًا رسولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رسولُ اللَّهِ، حَيَّ عَلَى الصلاةِ، حَيَّ عَلَى الصلاةِ، حَيَّ عَلَى الفلاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، اللَّهُ أكبرُ، اللَّهُ أكبرُ، لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ.
فَلَمَّا أخبرَ بِهَا رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ إنَّهَا لَرُؤْيَا حَقٌّ، إنْ شَاءَ اللَّهُ، فَقُمْ مَعَ بِلَالٍ فَأَلْقِهَا عَلَيْهِ، فَلْيُؤَذِّنْ بِهَا، فَإِنَّهُ أنْدَى1 صَوْتًا مِنْكَ. فَلَمَّا أذَّن بِهَا بِلَالٌ سَمِعَهَا عُمَرُ بنُ الْخَطَّابِ وَهُوَ فِي بَيْتِهِ، فَخَرَجَ إلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَجُرُّ رداءَه، وَهُوَ يَقُولُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَاَلَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَقَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ الَّذِي رَأَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَلِلَّهِ الحمدُ على ذلك.
رؤيا عمر: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: حَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ محمدُ بْنُ إبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عَبْدِ رَبِّه، عَنْ أَبِيهِ.
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وذكر ابن جُرَيْج، قَالَ لِي عَطَاءٌ: سَمِعْتُ عُبَيْد بْنَ عُمَيْر اللَّيْثِيَّ يَقُولُ: ائْتَمَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَصْحَابُهُ بِالنَّاقُوسِ لِلِاجْتِمَاعِ لِلصَّلَاةِ، فَبَيْنَمَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُرِيدُ أَنْ يَشْتَرِيَ خَشَبَتَيْنِ لِلنَّاقُوسِ، إذا رَأَى عمرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي الْمَنَامِ: لَا تَجْعَلُوا النَّاقُوسَ، بَلْ أذِّنوا لِلصَّلَاةِ فَذَهَبَ عُمَرُ إلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِيُخْبِرَهُ بِاَلَّذِي رَأَى، وَقَدْ جَاءَ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الوحيُ بِذَلِكَ، فَمَا رَاعَ عُمَرُ إلَّا بِلَالٌ يؤذِّن، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَيْنَ أَخْبَرَهُ بِذَلِكَ: قَدْ سبقك بذلك الوحي.
ما كان يدعو به بلال قبل الفجر: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، قَالَتْ: كَانَ بَيْتِي مِنْ أطولِ بَيْتٍ حولَ الْمَسْجِدِ، فَكَانَ بِلَالٌ يؤذن عليه الفجرَ كُلَّ غَداة، فَيَأْتِي بسَحَر، فَيَجْلِسُ عَلَى الْبَيْتِ يَنْتَظِرُ الْفَجْرَ، فَإِذَا رَآهُ تمطَّى، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أحمدُك وأستعينُك عَلَى قُرَيْشٍ أَنْ يُقِيمُوا عَلَى دِينِكَ. قَالَتْ: وَاَللَّهِ مَا عَلِمْتُهُ كان يتركها ليلةً واحدةً.
أمر أبي قَيْسِ بْنُ أَبِي أَنَسٍ:
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَلَمَّا اطمأنَّت بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- داره، وأظهر الله بها دينَه،