أبتْ كَبِدي، لَا أكْذِبَنْكَ، قتالَهم ... عليَّ وَتَأْبَاهُ علىَّ أَنَامِلِي
وَكَيْفَ قِتَالِي معَشرًا أدَّبوكمُ ... عَلَى الْحَقِّ أَنْ لَا تأشِبوه بباطلِ1
نفتهمْ عبادُ الجنِّ مِنْ حُرِّ أرضِهم ... فأضْحَوْا عَلَى أَمْرٍ شديدِ البلابلِ2
فَإِنْ تكُ كَانَتْ فِي عَدِي أمانةٌ ... عَدِيِّ بْنِ سَعْدٍ عَنْ تُقًى أَوْ تواصلِ
فَقَدْ كُنْتُ أَرْجُو أَنَّ ذَلِكَ فيكمُ ... بحمدِ الَّذِي لَا يُطَّبِي بِالْجَعَائِلِ3
وبُدِّلت شِبلًا شبْلَ كل خبيئةٍ ... بِذِي فَجَر مأوَى الضِّعافِ الأراملِ4
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ أَيْضًا:
وَتِلْكَ قريشٌ تجحَدُ اللهَ حقَّه ... كَمَا جَحَدَتْ عَادٌ ومدينُ والحِجْرُ
فَإِنْ أَنَا لَمْ أبرِقْ فَلَا يَسَعَنَّني ... مِنْ الأرضِ برٌّ ذُو فضاءٍ وَلَا بحرُ
بأرضٍ بِهَا عَبد الِإلهَ محمدٌ ... أبيِّنُ مَا فِي النفسِ إذْ بُلِغَ النَّقْرُ5
فَسُمِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ -يَرْحَمُهُ اللَّهُ- لَبَيْتِهِ الَّذِي قَالَ: "المُبْرِق".
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ يُعَاتِبُ أُمَيَّةَ بْنِ خلف بن وهب بن حُذافة بن جُمَح، وَهُوَ ابْنُ عَمِّهِ وَكَانَ يُؤْذِيهِ فِي إسْلَامِهِ، وكان أمية شريفًا في قومه في زمان ذَلِكَ:
أتَيْمَ بنَ عَمْرٍو لِلَّذِي جَاءَ بغضُه ... وَمِنْ دُونِهِ الشَّرمان وَالْبَرْكُ أَكْتَعُ6
أَأَخْرَجْتَنِي مِنْ بطنِ مكةَ آمِنًا ... وَأَسْكَنْتنِي فِي صرحِ بَيْضَاءَ ِتقذع7