فَلَا العُزَّى أدينُ وَلَا ابنتيْها ... وَلَا صَنَمَيْ بَنِي عَمْرٍو أزورُ

وَلَا هُبَلًا أَدِينُ، وَكَانَ رَبًّا ... لَنَا فِي الدَّهْرِ إذْ حِلمي يسيرُ

عَجِبْتُ وَفِي اللَّيَالِي مُعْجَبات ... وَفِي الْأَيَّامِ يَعْرِفُهَا البصيرُ

بِأَنَّ اللهَ قَدْ أَفْنَى رِجَالًا ... كَثِيرًا كَانَ شأنَهمُ الفجورُ

وَأَبْقَى آخَرِينَ ببرِّ قومٍ ... فَيَرْبِلُ منهمُ الطفلُ الصغير1

وبَيْنا المرءُ يعثر ثابَ يَوْمًا ... كَمَا يَتروَّح الغصنُ المطيرُ2

ولكنْ أعبدُ الرحمنَ ربِّي ... ليغفرَ ذنبيَ الربُّ الغفورُ

فَتَقْوَى اللهِ رَبِّكُمْ احْفَظُوهَا ... مَتَى مَا تَحْفَظُوهَا لَا تَبُورُوا

تَرَى الأبرارَ دارَهُم جِنانٌ ... وللكفارِ حَامِيَةً سعيرُ

وخزْي فِي الْحَيَاةِ وَإِنْ يَمُوتُوا ... يُلَاقُوا مَا تضيقُ بِهِ الصدورُ

وَقَالَ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنُ نُفَيل أَيْضًا -قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: هِيَ لِأُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ إلَّا الْبَيْتَيْنِ الْأَوَّلَيْنِ، وَالْبَيْتَ الْخَامِسَ، وَآخِرَهَا بَيْتًا. وَعَجُزُ الْبَيْتِ الْأَوَّلِ عَنْ غَيْرِ ابْنِ إسْحَاقَ:

إلَى اللَّهِ أهْدِي مِدحتي وَثَنَائِيَا ... وَقَوْلًا رَصِينًا لَا يَنِي الدهرَ بَاقِيَا

إلَى الملكِ الأعلى الذي ليس ... فوقَه إلهٌ وَلَا رَبٌّ يكونُ مُدانيَا

أَلَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إيَّاكَ والرَّدَى ... فَإِنَّكَ لَا تُخْفِي مِنْ اللَّهِ خافيَا3

وإياكَ لَا تجعلْ مَعَ اللهِ غيرَهُ ... فإن سبيلَ الرُّشْد أصبحَ باديَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015