يَوْمُ ذِي نَجَب: ثُمَّ التَقوا يومَ ذِي نَجَب فَكَانَ الظَّفر لِحَنْظَلَةَ عَلَى بَنِي عَامِرٍ، وقُتل يومئذٍ حسانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الكِنْديُّ وَهُوَ أبو كَبْشة. وَأُسِرَ يَزِيدُ بْنُ الصَّعِق الْكِلَابِيُّ وَانْهَزَمَ الطُّفيْل بْنُ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابٍ، أَبُو عَامِرِ بْنِ الطفَيْل. فَفِيهِ يَقُولُ الْفَرَزْدَقُ:

ومنهنَّ إذْ نجَّى طُفَيل بْنُ مَالِكٍ ... عَلَى قُرْزُل رَجْلا ركوضَ الْهَزَائِمِ1

وَنَحْنُ ضَرَبْنَا هامةَ ابنِ خُوَيْلدٍ ... نزيدُ عَلَى أُمِّ الفِراخ الْجَوَاثِمَ2

وَهَذَانِ الْبَيْتَانِ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ.

فَقَالَ جَرِيرٌ:

ونحن خَضَبْنا لابنِ كبشةَ تاجَه ... ولاقى امرءًا فِي ضَمةِ الخيلِ مِصقَعَا3

وَهَذَا الْبَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ.

وَحَدِيثُ يَوْمِ جَبَلة، وَيَوْمِ ذِي نَجَب أطولُ مِمَّا ذَكَرْنَا. وَإِنَّمَا مَنَعَنِي مِنْ اسْتِقْصَائِهِ مَا ذَكَرْتُ فِي حَدِيثِ يومِ الفِجَار.

ما زادته قريش فِي الحُمْس: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: ثُمَّ ابْتَدَعُوا فِي ذَلِكَ أُمُورًا لَمْ تَكُنْ لَهُمْ، حَتَّى قَالُوا: لَا يَنْبَغِي للحُمْس أَنْ يأتَقِطوا الأقِط، وَلَا يَسْلَئُوا السمنَ وَهُمْ حُرم، وَلَا يَدْخُلُوا بَيْتًا مِنْ شَعَرٍ، وَلَا يَسْتَظِلُّوا-إنْ اسْتَظَلُّوا- إلَّا فِي بُيُوتِ الأدَم مَا كَانُوا حُرُمًا، ثُمَّ رَفَعُوا فِي ذَلِكَ، فَقَالُوا: لَا يَنْبَغِي لِأَهْلِ الحِلِّ أَنْ يَأْكُلُوا مِنْ طَعَامٍ جَاءُوا به معهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015