صعبُ البديهةِ لَا نِكْس وَلَا وَكِلٍ ... مَاضِي الْعَزِيمَةِ، مِتْلَافِ الكريماتِ1
صَقْرٍ تَوَسَّطَ مِنْ كَعْبٍ إذَا نُسبوا ... بُحبوحة المجدِ والشُّم الرفيعاتِ
ثُمَّ اُنْدُبِي الفيضَ والفياضَ مُطَّلبا ... وَاسْتَخْرِطِي بعدَ فيْضاتٍ بجماتِ2
أَمْسَى برَدْمان عَنَّا اليومَ مُغْتَرِبًا ... يَا لهفَ نَفْسِي عَلَيْهِ بينَ أَمْوَاتِ
وَابْكِي -لَكَ الويلُ- إمَّا كنتِ باقي ... لعبدِ شمسٍ بشرْقيِّ الثنيَّاتِ
وَهَاشِمٍ فِي ضريحٍ وَسْط بَلْقَعَةٍ ... تَسْفي الرِّيَاحُ عَلَيْهِ بَيْنَ غَزَّاتِ
ونَوْفل كَانَ دونَ القومِ خَالِصَتِي ... أَمْسَى بسَلمَان فِي رَمس بمَوْماةِ3
لَمْ ألقَ مثلَهمُ عُجمًا وَلَا عَرَبًا ... إذَا استقلَّت بِهِمْ أدمُ الْمَطِيَّاتِ4
أمستْ ديارُهُم مِنْهُمْ معطَّلةً ... وَقَدْ يَكُونُونَ زَيْنا فِي السَّريات5
أفناهمُ الدهرُ، أَمْ كلَّتْ سيوفُهمُ ... أَمْ كلَّ مَنْ عَاشٍ أزوادُ المنيَّات
أصبحتُ أرْضَى مِنْ الْأَقْوَامِ بعدَهمُ ... بَسْطَ الوجوهِ وإلقاءَ التحياتِ
يَا عَيْنُ فَابْكِي أَبَا الشُّعْثِ الشَّجيَّاتِ ... يَبْكينَه حُسَّرًا مثلَ البليَّاتِ6