لَهُ: وَيْلَكَ! قمْ فارمِ، فيأبَى عَلَيْهِمْ، حَتَّى إذَا مَالَتْ الشَّمْسُ، قَامَ فَرَمَى وَرَمَى النَّاسُ معه.

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَإِذَا فَرَغُوا مِنْ رمْي الْجِمَارِ، وَأَرَادُوا النَّفْر مِنْ مِنى، أَخَذَتْ صُوفَةُ بِجَانِبَيْ الْعَقَبَةِ، فَحَبَسُوا الناسَ وَقَالُوا: أَجِيزِى صُوفَةَ، فَلَمْ يَجُزْ أَحَدٌ مِنْ النَّاسِ حَتَّى يَمُرُّوا، فإذا نفرت صوفة ومضت، على سَبِيلُ النَّاسِ، فَانْطَلَقُوا بعدَهم، فَكَانُوا كَذَلِكَ، حَتَّى انْقَرَضُوا، فَوَرِثَهُمْ ذَلِكَ مِنْ بَعْدِهِمْ بالقُعْدد1 بَنُو سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ، وَكَانَتْ مِنْ بَنِي سَعْدٍ فِي آلِ صَفْوَانَ بْنِ الحارث بن شجْنَة.

نسب صفوان بن جناب: قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: صَفْوَانُ بْنُ جُناب بْنِ شِجْنَة بْنِ عُطارد بْنِ عَوْف بْنِ كَعْبِ بن سعد بن زيد مُناة بن تميم.

صفوان وبنوه وإجازتهم للناس بالحج: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَكَانَ صَفْوَانُ هُوَ الَّذِي يُجِيزُ لِلنَّاسِ بِالْحَجِّ مِنْ عَرَفَةَ ثُمَّ بَنَوْهُ مِنْ بعدِه، حَتَّى كَانَ آخِرَهُمْ الَّذِي قَامَ عَلَيْهِ الْإِسْلَامُ: كَرِب بْنُ صَفْوَانَ. وَقَالَ أوْس بْنُ تَمِيمِ بْنِ مِغراء السعديُّ:

لَا يَبْرَحُ الناسُ مَا حَجُّوا مُعَرَّفَهم ... حَتَّى يُقَالَ: أَجِيزُوا آلَ صَفْوَانَا

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: هَذَا الْبَيْتُ في قصيدة لأوس بن مِغْراء.

ما كانت عليه عَدْوان من إفاضة المزدلفة:

ذو الِإصبع يذكر هذه الإفاضة: وَأَمَّا قَوْلُ ذِي الإصْبع العَدْواني، وَاسْمُهُ حُرْثان بْنِ عَمرو، وَإِنَّمَا سُمي ذَا الْإِصْبَعِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ لَهُ إصْبَعٌ فَقَطَعَهَا:

عذيرَ الْحَيِّ مِنْ عَدْوا ... نَ كانوا حَيَّةَ الأرض2

طور بواسطة نورين ميديا © 2015