وَيُقَالُ أُمُّ شَرِيكٍ، غَزِيَّةُ بِنْتُ جَابِرِ بْنِ وَهْبٍ مِنْ بَنِي مُنْقِذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَعِيصِ ابْن عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَيُقَالُ: بَلْ هِيَ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي سَامَةَ بْنِ لُؤَيٍّ، فَأَرْجَأَهَا [1] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَتَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ بِنْتَ خُزَيْمَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَكَانَتْ تُسْمَى أُمَّ الْمَسَاكِينِ، لِرَحْمَتِهَا إيَّاهُمْ، وَرِقَّتِهَا عَلَيْهِمْ، زَوَّجَهُ إيَّاهَا قَبِيصَةُ بْنُ عَمْرٍو الْهِلَالِيُّ، وَأَصْدَقَهَا رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَربع مائَة دِرْهَمٍ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ عُبَيْدَةَ ابْن الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَكَانَتْ قَبْلَ عُبَيْدَةَ عِنْدَ جَهْمِ بْنِ عَمْرِو ابْن الْحَارِثِ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّهَا.
فهولاء اللَّاتِي بَنَى بِهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إحْدَى عَشَرَةَ، فَمَاتَ قَبْلَهُ مِنْهُنَّ ثِنْتَانِ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ. وَتُوُفِّيَ عَنْ تِسْعٍ قَدْ ذَكَرْنَاهُنَّ فِي أَوَّلِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَثِنْتَانِ لَمْ يَدْخُلْ بِهِمَا: أَسَمَاءُ بِنْتُ النُّعْمَانِ الْكِنْدِيَّةُ، تَزَوَّجَهَا فَوَجَدَ بِهَا بَيَاضًا [2] ، فَمَتَّعَهَا [3] وَرَدَّهَا إلَى أَهْلِهَا، وَعَمْرَةُ بِنْتُ يَزِيدَ الْكِلَابِيَّةُ وَكَانَتْ حَدِيثَةَ عَهْدٍ بِكُفْرٍ، فَلَمَّا قَدِمَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اسْتَعَاذَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
مَنِيعٌ عَائِذٌ اللَّهَ، فَرَدَّهَا إلَى أَهْلِهَا، وَيُقَالُ: إنَّ الَّتِي اسْتَعَاذَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِنْدِيَّةُ بِنْتُ عَمٍّ لِأَسْمَاءِ بِنْتِ النُّعْمَانِ، وَيُقَالُ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَاهَا، فَقَالَتْ: إنَّا قَوْمٌ نُؤْتَى وَلَا نَأْتِي، فَرَدَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى أَهْلِهَا.