لَهُ مِنَ السُّلْطَانِ عَلَى نَفْسِهِ مَا كَانَ لَهُ عَلَى نَفْسِهِ.
قَالَ: أَجْمَلْتَ.
وَرُوِيَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ مَنْصُورٍ , قَالَ: كَانَ عَامَّةُ صَلَاةِ الْأَحْنَفِ بِاللَّيْلِ , وَكَانَ يَضَعُ السِّرَاجَ قَرِيبًا مِنْهُ، فَرُبَّمَا وَضَعَ إِصْبَعَهُ عَلَيْهِ، وَيَقُولُ: حِسَّ يَا أَحْنَفُ , مَا حَمَلَكَ يَوْمَ كَذَا عَلَى أَنْ فَعَلْتَ كَذَا.
وَقَالَ مُغِيرَةُ: اشْتَكَى ابْنُ أَخِي الْأَحْنَفِ إِلَيْهِ وَجَعَ ضِرْسِهِ، فَقَالَ لَهُ: لَقَدْ ذَهَبَتْ عَيْنَيْ مُنْذَ عِشْرِينَ سَنَةً مَا ذَكَرْتُهَا لِأَحَدٍ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: لَمْ تُرَ الْخَيْلُ الْبُلْقُ بَعْدَ وَقْعَةِ الْأَحْنَفِ بِخُرَاسَانَ مَعَ الْهَيَاطِلَةِ مِنَ التُّرْكِ، وَهُوَ يَرْتَجِزُ: إنَّ عَلَى كُلِّ رَئيسٍ حَقًّا أنْ يُخْضِبَ الصَّعْدَةَ أَوْ تَنْدَقَّا وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَيْمَنَةِ رَجُلًا يَقْرَأُ: الْبَقَرَةَ.
وَعَلَى الْمَيْسَرَةِ رَجُلًا يَقْرَأُ: آلَ عِمْرَانَ.
وَهُوَ فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ، وَهُمْ فِي ثَلاثِ مِائَةِ أَلْفٍ، فَنَصَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ.