كَانَ مِنَ الْأَخْيَارِ، بَعَثَ بِهِ الثَّوْرِيُّ إِلَى الْمَهْدِيِّ فِي رِسَالَةٍ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ الْمَهْدِيُّ بُرًّا فَلَمْ يَقْبَلْهُ، وَكَانَ مِنْ جِلَّةِ أَصْحَابِ الثَّوْرِيِّ، قَالَ لَهُ الثَّوْرِيُّ: احْمِلْ كِتَابِي إِلَى الْمَهْدِيِّ.
فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَنَا رَجُلٌ جَبَلِيٌّ وَلَعَلِّي أَسْقُطُ بِحَرْفٍ فَيَدْخُلُ عَلَيْكَ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: لَا، قَالَ: لَا تَقُلْ إِلَّا مَا تَعْلَمُ، تَرَى هَؤُلَاءِ يَعْنِي أَصْحَابُ الْحَدِيثِ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ وَجَّهْتُهُ فَيَرَى أَنِّي أَسْدَيْتُ إِلَيْهِ مَعْرُوفًا.
قَالَ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: لَوْ أَتَيْتُهُمْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَتَّى يَعْمَلُوا بِمَا يَعْلَمُونَ، فَإِذَا عَمِلُوا بِمَا يَعْلَمُونَ لَمْ يَسَعْنِي إِلَّا أَنْ آتِيَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: أَتَرَى أَنِّي أَخَافُ هَوَانَهُمْ؟ إِنَّمَا أَخَافُ كَرَامَتَهُمْ.
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا قَدِمَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ أَصْبَهَانَ، قَالَ عَامِرُ بْنُ حَمْدَوَيْهِ: عَمَّنْ يُحَدِّثُ أَبُو دَاوُدَ؟ قَالُوا: عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: شُعْبَةُ أَنَا أَيْضًا قَدْ كَتَبْتُ عَنْهُ إِلَّا أَنَّنِي مِنْ مِشْتَلَةَ وَذَاكَ مِنَ الْبَصْرَةِ.