كَانَ زَاهِدًا مُتَوَرِّعًا مُجْتَهِدًا كَثِيرَ الْعِبَادَةِ وَالاجْتِهَادِ، صَحِبَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْخُشُوعِيَّ، وَأَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ، قِيلَ: لَمَّا كَبُرَ وَضَعُفَ رَجَعَ إِلَى الْعِلْمِ وَكَانَ لَهُ بِضَاعَةٌ يَتَّجِرُ فِيهَا، جَعَلَ تِلْكَ الْبِضَاعَةَ عُدَّةً لِوَرَعِهِ وَاسْتَغْنَى بِهِ عَنِ النَّاسِ، وَكَانَ يُحَدَّثُ وَيُكْتَبُ عَنْهُ وَيُسْمَعُ، كَانَ النَّاسُ يَذْهَبُونَ إِلَيْهِ فِي حَاجَاتِهِمْ فَيَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ، وَعُرِفَ بِإِجَابَةِ الدَّعْوَةِ.
كَانَ مِنْ خِيَارِ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي الْحَسَنِ الْأَسْوَارِيِّ، كَانَ يَقُولُ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ الْأَسْوَارِيُّ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، الاسْمُ لِي وَالْعَمَلُ لَكَ، قِيلَ: كَانَ يُصَلِّي فِي الْيَوْمِ أَلْفَ رَكْعَةٍ وَكَانَ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ.