رَازِيُّ الْأَصْلِ، مَنْشَأُهُ بِنَيْسَابُورَ، وَكَانَ أَبُو عُثْمَانَ يُكْرِمُهُ وَيُبَجِّلُهُ، كَتَبَ الْحَدِيثَ الْكَثِيرَ، وَكَانَ ثِقَةً، قِيلَ لَهُ: مَا بَالُ النَّاسِ يَعْرِفُونَ وَلَا يَنْتَقِلُونَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا يَرْجِعُونَ إِلَى طَرِيقِ الصَّوَابِ؟ قَالَ: لِأَنَّهُمُ اشْتَغَلُوا بِالْمُبَاهَاةِ بِالْعِلْمِ، وَلَمْ يَشْتَغِلُوا بِاسْتِعْمَالِهِ، وَاشْتَغَلُوا بِآدَابِ الظَّوَاهِرِ، وَتَرَكُوا آدَابَ الْبَوَاطِنِ، فَأَعْمَى اللَّهُ قُلُوبَهُمْ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الصَّوَابِ وَقَيَّدَ جَوَارِحَهُمْ عَنِ الْعِبَادَاتِ.
وَقَالَ: دَلائِلُ الْمَعْرِفَةِ: الْعِلْمُ , وَالْعَمَلُ بِالْعِلْمِ، وَالْخَوْفُ عَلَى الْعَمَلِ.
وَقَالَ لَهُ بَعْضُهُمْ: عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ، قَالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ امْنُنْ عَلَيْنَا بِصَفَاءِ الْمَعْرِفَةِ، وَهَبْ لَنَا تَصْحِيحَ الْمُعَامَلَةِ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ عَلَى السُّنَّةِ، وَصِدْقِ التَّوَكُّلِ عَلَيْكَ، وَحُسْنِ الظَّنِّ بِكَ، وَامْنُنْ عَلَيْنَا بِكُلِّ مَا يُقَرِّبُنَا مِنْكَ، مَقْرُونًا بِالْعَوَافِي فِي الدَّارَيْنِ.