وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: كَانَتْ مُجَالَسَةُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ مُجَالَسَةُ الْآخِرَةِ، لَا يَذْكُرُ فِيهَا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، مَا رَأَيْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ ذَكَرَ الدُّنْيَا قَطُّ.
قَالَ أَحْمَدُ: وَجَدْتُ الْخَلْوَةَ أَصْلَحَ لِقَلْبِي.
وَقَالَ الْمَرْوَذِيُّ: جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ صَبِيٌّ فَقَالَ: يَا أَبَهْ هَبْ لِي قِطْعَةً فَسَكَتَ، فَجَعَلَ يُرَدِّدُهَا عَلَيْهِ وَيَقُولُ: يَا أَبَهْ هَبْ لِي قِطْعَةً، فَقَالَ: أَبُوكَ لَا يَمْلِكُ قِطْعَةً، وَيَوْمَ لَا يَمْلِكُ قِطْعَةً أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ يَوْمِ يَمْلِكُ قِطْعَةً.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: حَدَّثْتُ عُثْمَانَ بْنَ زَائِدَةَ وَكَانَ مِنَ الْعُبَّادِ فَقَالَ: الْعَافِيَةُ عَشْرَةُ أَجْزَاءَ، تِسْعَةٌ مِنْهَا فِي التَّغَافُلِ.
وَسُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فِي الْوَرَعِ فَقَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَتَكَلَّمَ فِي الْوَرَعِ، أَنَا آكُلُ مِنْ بَغْدَادَ، لَوْ كَانَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ لَصَلَحَ أَنْ يُجِيبَكَ عَنْهُ، فَإِنَّهُ لَا يَأْكُلُ مِنْ غَلَّةِ بَغْدَادَ وَلَا مِنْ طَعَامِ السَّوَادِ يَصْلُحُ يَتَكَلَّمُ فِي الْوَرَعِ.