وَوَقع بَعْدُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ دَاعيَيه لِكَوْنِهِ مَا أَنْصَفَهُمَا، وَلاَ جَعَلَ لَهُمَا كَبِيْرَ مَنْصِب، فَشَكَّكَا فِيْهِ خوَاصَّهُمَا، وَتفرَّقَتْ كلمَةُ الجنودِ، وَوَقَعَ بينهُم مَصَافٌّ (?) .

فَانتصر عُبَيْد اللهِ، وَذَبَحَ الأَخوينِ (?) .

وَدَانَتْ لَهُ الأَممُ.

وَأَنشَأَ مَدِيْنَةَ المَهْدِيّةِ (?) ، وَلَمْ يتوجَّه لِحَرْبِهِ جَيْشٌ لبُعْدِ الشُّقَّة وَلوَهْنِ شَأْنِ الخِلاَفَة بِإِمَارَةِ المُقْتَدِرِ (?) .

وَجَهَّزَ مِنَ المَغْرِب وَلَدَه ليَأْخذ مِصْرَ، فَلَمْ يتمّ لَهُ ذَلِكَ.

قَالَ أَبُو الحَسَنِ القَابِسيُّ، صَاحِبُ (الملخَّص (?)) :إِنَّ الَّذِيْنَ قَتَلَهُم عُبَيْدُ اللهِ، وَبنوهُ أَرْبَعَة آلاَفٍ فِي دَارِ النَّحْرِ فِي العَذَابِ مِنْ عَالِمٍ وَعَابِدٍ ليرُدَّهُمْ عَنِ التَّرَضِّي عَنِ الصَّحَابَةِ، فَاختَارُوا المَوْتَ.

فَقَالَ سهل الشَّاعِر:

وَأَحَلَّ دَارَ النَّحْرِ فِي أَغْلاَلِهِ ... مَنْ كَانَ ذَا تَقْوَى وَذَا صلوَاتِ (?)

وَدُفِنَ سَائرُهُم فِي المُنَسْتِيْر (?) ، وَهُوَ بلسَان الفرَنْجِ: المعْبَدُ الكَبِيْرُ.

وكَانَتْ دَوْلَةُ هَذَا بِضْعاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً.

حَكَى الوَزِيْرُ القِفْطِيُّ (?) فِي سيرَةِ بنِي عُبَيْد، قَالَ:

كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الشِّيْعِيُّ أَحَدَ الدَّوَاهِي، وَذَلِكَ أَنَّهُ جَمَعَ مَشَايِخ كُتَامَة ليشكِّكَهُم فِي الإِمَامِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015