عَنْهُ، تُوُفِّيَ فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَشَيَّعَهُ أُمَمٌ.
الإِمَامُ، الحَافِظُ، البَارعُ، النَّاقِدُ، أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ ابْنُ أَبِي اللَّيْثِ نَصْرِ بنِ مُحَمَّدٍ النَّصِيْبِيُّ المِصْرِيُّ، نزيلُ نَيْسَابُوْرَ، وَصَاحِبُ التَّصَانِيْفِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: هُوَ باقعَةٌ فِي الحِفْظِ، شُبِّهتْ مذَاكرتُهُ بِالسِّحْرِ، وَكَانَ يتقشَّفُ وَيُجَالِسُ الصَّالِحِيْنَ، ثُمَّ ذهبَ إِلَى مَا وَرَاءَ النَّهْرِ، وَأَقْبَلَ عَلَى الأَدبِ وَالشِّعرِ، وَدَخَلَ فِي الأَعمَالِ السُّلْطَانِيَّةِ، ثمَّ اجْتمعت بهِ هُنَاكَ وَحفظُهُ كَمَا كَانَ، فكُنْتُ أَتعجَّبُ مِنْهُ.
سَمِعَ: بِمِصْرَ أَصْحَابَ يُوْنُسَ بنِ عَبْدِ الأَعْلَى، وَأَحْمَدَ ابنَ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ، وَبَالشَّامِ أَبَا هَاشِمٍ الكِنَانِيَّ، وَأَحْمَدَ بنَ عَبْدِ الرَّحِيْمِ القَيْسَرَانِيَّ، وَبَالعِرَاقِ أَبَا عَبْدِ اللهِ الحَكِيْمِيَّ، وَإِسْمَاعِيْلَ الصَّفَّارَ، وَبِنَيْسَابُوْرَ أَبَا العَبَّاسِ الأَصَمَّ.
مَاتَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: الحَاكِمُ، وَالقُدَمَاءُ، وَرَأَيْتُ تصنيفاً فِي السُّنَنِ مخروماً أَظنُّهُ لَهُ، وَمَا أَحسبُ أَنَّهُ وَقَعَ لِي شَيْءٌ مِنْ حَدِيْثِهِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ بإِجَازَةٍ.
وَفِيْهَا مَاتَ مَعَهُ: أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ ابْنُ المُزَكِّي أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَالمُسْنِدُ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ نُعَيْمٍ النُّعَيْمِيُّ السَّرَخْسِيُّ، وَمُؤَرِّخُ مِصْرَ العَلاَّمَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ بنِ