التِّنِّيْسِيِّ وَالكِبَارِ الَّذِيْنَ لَمْ يُدْرِكْهُم أَخُوْهُ عبدُ الرَّحِيْمِ، ثُمَّ إِنَّنَا رأَينَا الطَّبَرَانِيَّ لَمْ يذكرْ عبدَ الرَّحِيْمِ باسمِهِ هَذَا فِي (مُعْجَمِهِ) ، بَلْ تمَادَى عَلَى الوَهْمِ، وَسمَّاهُ بِأَحْمَدَ فِي حرفِ الأَلِفِ، وَلهذينِ أَخٌ ثَالثٌ وَهُوَ مُحَمَّدُ بنُ البَرْقِيِّ الحَافِظُ، لَهُ مُؤلَّفٌ فِي الضُّعَفَاءِ، وَهُوَ أَسنُّ الثَّلاَثَةِ، تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعينَ وَمائَتَيْنِ، وَمَاتَ عبدُ الرَّحِيْمِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ البَرْقِيِّ الَّذِي لقيَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَزلَّ فِي تسمِيَتِهِ بِأَحْمَدَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ.

وَقَدْ سمِعنَا السِّيرَةَ مِنْ طريقِهِ، وَقَدْ سُئِلَ الحَافِظُ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ مَنْصُوْرٍ الشِّيْرَازِيُّ عَنِ الطَّبَرَانِيِّ، فَقَالَ: كَتَبْتُ عَنْهُ ثَلاَثَ مائَةِ أَلْفِ حَدِيْثٍ، ثُمَّ قَالَ: وَهُوَ ثِقَةٌ، إِلاَّ أَنَّهُ كتبَ عَنْ شَيْخٍ بِمِصْرَ، وَكَانَا أَخوينِ، وَغلطَ فِي اسْمِهِ، يَعْنِي: ابْني البَرْقِيِّ.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: وَجدتُ أَبَا علِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيَّ الحَافِظَ سَيِّءَ الرَّأْيِ فِي أَبِي القَاسِمِ اللَّخمِيِّ، فسأَلتُهُ عَنِ السَّبَبِ، فَقَالَ: اجتمعْنَا عَلَى بَابِ أَبِي خَلِيْفَةَ، فَذَكَرْتُ لَهُ طُرقَ حَدِيْثِ (أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعضَاءَ (?)) ، فَقُلْتُ لَهُ: يحفظُ شُعبَةُ عَنْ عَبْدِ الملكِ بنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاووسَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؟

قَالَ: بَلَى، رَوَاهُ غُنْدَرٌ، وَابنُ أَبِي عَدِيٍّ.

قُلْتُ: مَنْ عَنْهُمَا؟

قَالَ: حدَّثَنَاهُ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، عَنِ أَبيهِ، عَنْهُمَا، فَاتَّهمتُهُ إِذْ ذَاكَ، فَإِنَّهُ مَا حَدَّثَ بِهِ غَيْرُ عُثْمَانَ بنِ عُمَرَ عَنْ شُعْبَةَ.

قُلْتُ: هَذَا تعنُّتٌ عَلَى حَافظٍ حجَّةٍ.

قَالَ الحَافِظُ ضِيَاءُ الدِّيْنِ المَقْدِسِيُّ: هَذَا وَهِمَ فِيْهِ الطَّبَرَانِيُّ فِي المذَاكرَةِ، فَأَمَّا فِي جمعِهِ حَدِيْثَ شُعبَةَ، فَلَمْ يَرْوِهِ إِلاَّ مِنْ حَدِيْثِ عُثْمَانَ بنِ عُمَرَ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015