بنِ القَاسِمِ بنِ الحَسَنِ العَلَوِيُّ الدَّيْلَمِيُّ المولدِ.

وُلدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَحَجَّ فِي سَنَةِ بضعٍ وَثَلاَثِيْنَ.

بَرَعَ فِي الرَّأْيِ عَلَى الإِمَامِ أَبِي الحَسَنِ الكَرْخِيِّ، وَأَخذَ علمَ الكَلاَمِ عَنْ حُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ البَصْرِيِّ، وَأَفتَى وَدرَّسَ، وَوَلِي نقَابَةَ الطَّالبيِّينَ فِي دَوْلَةِ بنِي بُوَيْه، فَعَدَّلَ وَحُمِدَ، وَكَانَ معزُّ الدَّوْلَةِ يُبالغُ فِي تعظيمِهِ، وَتقبيلِ يدِهِ، لعبَادَتِهِ وَهَيْبَتِهِ، وَكَانَ فِيْهِ تشيُّعٌ بِلاَ غُلُوٍّ.

قَالَ أَبُو عَلِيٍّ التَّنُوْخِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو الحَسَنِ بنُ الأَزرقِ، قَالَ: كُنْتُ بحضرَةِ الإِمَام أَبِي عَبْدِ اللهِ بنِ الدَّاعِيِّ، فَسَأَلَهُ أَبُو الحَسَنِ المُعْتَزلِيُّ عَمَّا يقولُهُ فِي طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ، فَقَالَ: أَعتقدُ أَنَّهُمَا مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ.

قَالَ: مَا الحجَّةُ؟

قَالَ: قَدْ رويت تَوْبَتهُمَا، وَالَّذِي هُوَ عُمدتِي أَنَّ اللهَ بشَّرَهُمَا بِالجَنَّةِ.

قَالَ: فَمَا تنكرُ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ عَلَيْهِ - الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ - قَالَ: إِنَّهُمَا مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمقَالَتُهُ: (فَلَو مَاتَا لكَانَا فِي الجَنَّةِ) ، فَلَمَّا أَحدثَا زَالَ ذَلِكَ.

قَالَ: هَذَا لاَ يلزمُ، وَذَلِكَ أَنَّ نقلَ المُسْلِمِينَ أَنَّ بِشَارَةَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سبقتْ لَهُمَا، فَوجبَ أَنْ تكُونَ موَافَاتُهُمَا القِيَامَة علَى عملٍ يوجبُ لَهُمَا الجَنَّةَ، وَإِلاَّ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ بِشَارَةً، فدعَا لهُ المُعْتَزلِيُّ وَاسْتحسنَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: وَمحَالٌ أَنْ يُعتقدَ هَذَا فِيْهِمَا، وَلاَ يُعتقد مثلُهُ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعمرَ، إِذ البشَارَةُ للعَشَرَةِ (?) .

قَالَ أَبُو عَلِيٍّ التَّنُوْخِيُّ: رَأَيْتُ فِي مَجْلِسِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، وَقَدْ جَاءهُ رَجُلٌ بفتوَى فِيْمَنْ حلفَ فَطَلَّقَ امرأَتَهُ ثَلاَثاً مَعاً، فَقَالَ لَهُ: تُرِيْدُ أَنْ أُفتيَكَ بِمَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015