الشَّيْخُ الإِمَامُ العَلاَّمَةُ المُفْتِي المُحَدِّثُ فَخْرُ الدِّيْنِ أَبُو المُظَفَّرِ عَبْدُ الرَّحِيْمِ ابْنُ الحَافِظِ الكَبِيْرِ أَبِي سَعْدٍ عَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُوْرِ ابْن السَّمْعَانِيِّ المَرْوَزِيُّ، الشَّافِعِيُّ.
وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاَثِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، فِي ذِي القَعْدَةِ، وَاعْتَنَى بِهِ أَبُوْهُ اعتنَاء كليّاً، وَرَحَلَ بِهِ، وَأَسمَعَهُ مَا لاَ يُوْصَف كَثْرَة.
وَسَمِعَ بِعُلُوّ "صَحِيْحِ البُخَارِيِّ" وَ"سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ"، وَ"جَامِعِ أَبِي عِيْسَى"، وَ"سُنَن النَّسَائِيّ"، وَ"مُسْنَد أَبِي عَوَانَةَ"، وَ"تَارِيْخ الفَسَوِيّ". وَسَمِعَ: "الحِلْيَة"، وَ"مُسْنَد الهَيْثَم"، وَ"صَحِيْح مُسْلِم" وَكَثِيْراً مِنْ "مُسْنَد السَّرَّاج".
وَخَرَّجَ أَبُوْهُ لَهُ عَوَالِي فِي سِفْرَيْنِ، وَأَشغله بِالفِقْه وَالحَدِيْث وَالأَدب، وَحصّل مِنْ كُلِّ فَنّ، وَانتهت إِلَيْهِ رِيَاسَة الشَّافِعِيَّة بِبلده، وَكَانَ مُعَظَّماً محترماً، قَالَهُ ابْن النَّجَّارِ.
قَالَ: وَعَمِلَ لَهُ أَبُوْهُ "مُعْجَماً" فِي ثَمَانِيَةَ عَشَرَ جُزْءاً.
قُلْتُ: أَعْلَى شَيْخ لَهُ أَبُو تَمَّام أَحْمَد بن مُحَمَّدِ بنِ المُخْتَارِ العَبَّاسِيّ التَّاجِر، حَدَّثَهُ "بصفَة المُنَافِق" بِنَيْسَابُوْرَ، عَنْ أبي جعفر ابن المسلمة.
وَسَمِعَ مِنَ: الرَّئِيْس أَسَعْد بن عَلِيٍّ المهروِي، وَوَجِيْه الشَّحَّامِيّ، وَالحُسَيْن بن عَلِيٍّ الشَّحَّامِيّ، وَأَبِي الفُتُوْح عَبْد اللهِ بن عَلِيٍّ الخَركوشِيّ، وَالجُنَيْد القَايِنِيّ، وَأَبِي الوَقْت السِّجْزِيّ، وَأَبِي الأَسْعَد ابْن القُشَيْرِيّ، وَجَامع السَّقَّاء، وَمُحَمَّد بن إِسْمَاعِيْلَ بن أبي صالح