مِنْ مَسِيْرٍ إلَّا كَانُوا مَعَكُم فِيْهِ". قَالُوا: يا رسول الله! وهم بالمدينة? قال: "نعم، خلفهم العذر" 1.
قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ: انْتَشَر علم أَبِي مُوْسَى فِي الآفَاق، وَنفع الله بِهِ المُسْلِمِيْنَ، وَاجْتَمَعَ لَهُ مَا لَمْ يَجتمع لغَيْره مِنَ الحِفْظ وَالعِلْم وَالثِّقَة وَالإِتْقَان وَالصَّلاَح وَحسن الطّرِيقَة وَصحَة النَّقْل. قَرَأَ القُرْآنَ بِالرِّوَايَات، وَتَفَقَّهَ لِلشَّافِعِيِّ، وَمهر فِي النَّحْوِ وَاللُّغَة، وَكَتَبَ الكَثِيْر، رَحَلَ إِلَى بَغْدَادَ، وَحَجّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِيْنَ وَسَنَة اثْنَتَيْنِ وأَرْبَعِيْنَ.
قَالَ إِسْمَاعِيْلُ التَّيْمِيُّ لطَالب: الزمِ الحَافِظ أَبَا مُوْسَى؛ فَإِنَّهُ شَابّ مُتْقِن.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ مَحْمُوْدٍ الرُّوَيْدَشْتِيّ: صَنّف الأَئِمَّة فِي مَنَاقِب شيخنا أبي موسى تصانيف كثيرةً.