باب في مزاحه ودماثة أخلاقه الزكية:
قال مبارك بن فضالة، عَنْ بَكْرِ بن عَبْدِ اللهِ المُزَنِيّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "إني لأمزح، ولا أقول إلا حقا" 1. إسناده قريب من الحسن.
وقال أبو حفص بن شاهين: حدثنا عثمان بن جعفر الكوفي قال: حدثنا عبد الله بن الحسين، قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان، عن المقبري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ إنك تداعبنا قال: "إني لا أقول إلا حقا" 2.
تابعه أبو معشر، عن المقبري، وهو صحيح.
وقال الزبير بن بكار: حدثني حمزة بن عتبة، عن نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة أنها مزحت عِنْد رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت: إنه بعض دعابات هذا الحي من بني كنانة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بل بعض مزحنا هذا الحي من قريش". حمزة لا أعرفه، والمتن منكر.
وقال زيد بن أبي الزرقاء، عن ابن لهيعة، عن عمارة بن غزية، عَنْ إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أفكه الناس. تفرد به ابن لهيعة، وضعفه معروف.
وجاء من طريق ابن لهيعة: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ أفكه الناس مع صبي.
وقال أبو تميلة يحيى بن واضح، عن أبي طيبة عبد الله بن مسلم، عن ابن بريدة، عن أبيه قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سفر، فثقل على القوم بعض متاعهم، فجعلوا يطرحونه علي، فَمَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "أنت زاملة".