4796- العَجَلي 1:
شَيْخُ الشَّافعيَة، القُدْوَةُ الكَبِيْر، أَبُو سَعْدٍ عُثْمَانُ بنُ عَلِيِّ بنِ شرَاف المَرْوَزِيّ البَنْجَدِيهِي, العَجَلِيّ -بِفَتحَتَينِ- نِسبَة إِلَى نِجَارَة العَجَلة.
وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ، وَلاَزَمَ القَاضِي حُسَيْناً، وبرع في الفقه.
وَسَمِعَ مِنْ: أَبِي مَسْعُوْدٍ أَحْمَدَ بن مُحَمَّدٍ البَجَلِيّ، وَسَعِيْد بن أَبِي سَعِيْدٍ العَيَّار، وَالقَاضِي حُسَيْن، وَجَمَاعَة.
أَثْنَى عَلَيْهِ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ وَوصفه بِالزُّهْد وَالوَرَع وَالإِمَامَةِ، وَأَنَّهُ كَانَ لاَ يُمَكِّنُ أَحَداً مِنَ الغِيبَة عِنْدَهُ، وَأَنَّهُ مَاتَ بِبَنْجَدِيه فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مائة.
4797- المِيهَنِي 2:
شَيْخُ الشَّافعيَة، مَجْدُ الدِّين، أَبُو الفَتْحِ أَسَعْدُ بنُ أَبِي نَصْرٍ بنِ الفَضْلِ القُرَشِيّ, العُمَري, المِيهنِي، صَاحِب "التعليقَة" البديعَة.
تَفقه بِمَرْو، وَسَارَ إِلَى غَزْنَةَ وَشَاعَ فَضلُهُ، وَتَخَرَّجَ بِهِ الكِبَارُ، وَمَدَحَهُ أَبُو إِسْحَاقَ الغزِّي، ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَاد، وَدرَّس بِالنِّظَامِيَة سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْس مائَة، ثُمَّ عُزِلَ بَعْد سِتِّ سِنِيْنَ، ثُمَّ وَلِيَهَا سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَنشر العِلْم.
تَفقَّه عَلَى: العَلاَّمَة أَبِي المُظَفَّر السَّمْعَانِيّ، وَالمُوفَّق الهَرَوِيّ، وَكَانَ يَتوَقَّدُ ذكَاءً، وَأَخَذَ الأُصُوْل عَنْ: أَبِي عَبْدِ اللهِ الفُرَاوِي، وَسَمِعَ مِنْ: إِسْمَاعِيْل بن الحَسَنِ الفَرَائِضِي، ولم يرو.
وَنَقَلَ السَّمْعَانِيُّ أَنَّ فَقِيْهاً سَمِعَ أَسْعَدَ المِيهنِيَّ يلطم وجهه ويقول: {يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} [الزُّمر: 56] ، وَبَكَى، وَردَّدَ الآيَةَ، إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَمَذَان فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ، وَكَانَ قَدْ نُفِّذَ رَسُوْلاً إِلَى سَنْجَر بِمَرْوَ، وَرَسُوْلاً إِلَى هَمَذَان، وَخلَّف أَمْوَالاً كَثِيْرَة، وَعبيداً. وَعَاشَ سِتّاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً، وَقَدْ ذَكَرَهُ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَبيِينِ كَذِبِ المُفترِي، وَمِيْهنَةُ: قَرِيْبَة مِنْ طُوْس، صغيرة.