الشَّيْخُ الجَلِيْلُ المُعَمَّرُ، مُسْنِدُ مَرْوَ، أَبُو مَنْصُوْرٍ محمد بن علي بن مَحْمُوْدٍ الزُّولهِي، التَّاجِر، المَرْوَزِيّ، المَشْهُوْرُ بِالكُرَاعِي، وَيُقَالُ: إِنَّ اسْمَه أَحْمَد، مِنْ قَرْيَة زُولاَه بِنوَاحِي مَرْوَ، شَيْخٌ صَالِحٌ، صيِّنٌ دَيِّنٌ، رَحل إِلَيْهِ النَّاسُ، وَصَارَت زُولاَه مقصداً لطلبَة الحَدِيْث، وَكَانَ آخِرَ مَنْ حَدَّثَ عَنْ جَدِّهِ لأُمِّهِ أَبِي غَانم الكُرَاعِي صَاحِب عَبْد اللهِ بن الحُسَيْنِ النَّضْرِي، فَسَمِعَ مِنْهُ نَحْواً مِنْ عِشْرِيْنَ جُزْءاً.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: سَمِعْتُ مِنْهُ بقِرَاءة أَبِي طَاهِر السِّنْجِيّ اثْنَيْ عَشَرَ جُزْءاً، ثُمَّ أَحضره شيخنَا الخَطِيْبُ أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَرْوَزِيّ فِي الخَانقَاه، وَقُرِئت عَلَيْهِ الأَجزَاء المَسْمُوْعَةُ لَهُ، فَسمِعتهَا.
إِلَى أَنْ قَالَ: ولد في العشرون مِنْ شَوَّالٍ, سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ.
قال: ومات في أواخر سنة أربع وعشرون وَخَمْسِ مائَةٍ، أَوْ فِي أَوَائِل سَنَةِ خَمْسٍ بقَرْيَته.
قُلْتُ: وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ بِالشَّامِ: أَبُو عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَرْوَزِيّ البَاقِي إِلَى سَنَةِ ثَمَانِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ، وَدَاوُدُ بنُ مُحَمَّدٍ الخَالِدي.
وَمَاتَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ: أَبُو الموَاهِبِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُلُوْك الوَرَّاق، وَشَاعِرُ وَقته أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ عُثْمَانَ بنِ مُحَمَّدٍ الغزِي بِبلخَ عَنْ ثَلاَثٍ وَثَمَانِيْنَ سَنَةً، وَإِسْمَاعِيْل بن الأَخشيذ السَّرَّاج، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ البَارع، وَعَبْدُ اللهِ بن مُحَمَّدِ بن إسماعيل الغزال بمكة.
وَقِيْلَ: مَاتَ فِيْهَا سهل المَسْجِدِي، وَفِيْهَا مَاتَتْ: فَاطِمَة الجُوْزْدَانِيَّة، وَقرَاتكين بن الأَسْعَد التركِي، وَالحَافِظُ أَبُو عَامِرٍ مُحَمَّدُ بنُ سعدُوْنَ العبدرِيّ، وَابْنُ تُوْمرت كَبِيْر الموحِّدين، وَالآمِرُ بِأَحكَام الله مَنْصُوْر، وَهِبَة اللهِ بن الأَكْفَانِي، وَهِبَة اللهِ بن القاسم المهراني.