4310- أتسز 1:
ابن أَوَقَ الخُوَارِزْمِيُّ، صَاحِبُ دِمَشْقَ، مِنْ كِبَارِ مُلُوْكِ الظُّلْمِ.
قَالَ هِبَةُ اللهِ بن الأَكْفَانِي: غلتِ الأَسعَارُ فِي سَنَةِ حِصَار المَلك أَتْسِز دِمَشْقَ وَبلغت الغرَارَةُ أَزْيدَ مِنْ عِشْرِيْنَ دِيْنَاراً ثُمَّ تَمَلَّكَ البلدَ صُلْحاً وَنَزَلَ فِي دَارِ الإِمَارَةِ داخل بَابِ الفَرَادِيْس وَخَطَبَ لِلمُقْتَدِي بِاللهِ العَبَّاسِيّ وَقُطعت دَعْوَةُ المِصْرِيّين وَذَلِكَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّيْنَ.
وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِر: وَلِيَ أَتْسِز دِمَشْق بَعْد حصَاره إِيَّاهَا دفعَات وَأَقَامَ الدَّعوَةَ العَبَّاسِيَّةَ وَتغلَّب عَلَى أَكْثَر الشَّام وَقصد مِصْر ليَأْخذهَا فَلَمْ يَتمَّ ذَلِكَ ثُمَّ جهَّز المِصْرِيّون إِلَى الشَّامِ عَسْكَراً ثقيلاً سَنَة إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ فَعَجَزَ عَنْهُم وَاسْتنجد بتَاج الدَّوْلَة تُتُش فَقَدم تُتُش دِمَشْقَ وَغلبَ عَلَيْهَا وَقُتِلَ أَتْسِز فِي رَبِيْعٍ الآخِرِ وَتَم الأَمْر لِتُتُش وَكَانَ أَتْسِز قَدْ أَنْزَل جُنده فِي دُورِ النَّاس وَاعْتَقَلَ مِنَ الرُّؤَسَاء جَمَاعَةً وَشَمَّسهم بِمرج رَاهط حَتَّى افْتدوا أَنْفُسَهم بِمَالٍ كَثِيْر وَنزح جَمَاعَةٌ مِنْهم إِلَى طرَابُلُس. وَقَدْ قَتَلَ بِالقُدس خلقاً كَثِيْراً مِنْهم قَاضِيهَا وَفَعَلَ العظَائِم حَتَّى قلعه الله تَعَالَى. وَالعَامَّة تسميه أقسيس.
4311-الجرجاني 2:
شَيْخُ العَرَبِيَّة أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ القَاهِرِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجُرْجَانِيُّ.
أَخَذَ النَّحْو بِجُرْجَان عَنْ أبي الحسين محمد بن حسن بن أخت الأستاذ أبي علي الفارسي.
وَصَنَّفَ شرحاً حَافلاً لِلإِيضَاح يَكُوْن ثَلاَثِيْنَ مجلداً، وَلَهُ "إِعجَاز القُرْآن" ضَخْم، وَ"مُخْتَصَر شرح الإِيضَاح" ثَلاَثَة أَسفَار وَكِتَاب "العوَامل المائَة" وَكِتَاب المِفْتَاح وَفسّر الفَاتِحَة فِي مُجَلَّد وَلَهُ "الْعمد فِي التَّصرِيف" وَ"الْجمل" وَغَيْر ذَلِكَ.
وَكَانَ شَافعيّاً، عَالِماً، أَشعرِيّاً، ذَا نُسُكٍ وَدين.
قَالَ السِّلَفِيّ: كَانَ وَرِعاً قَانِعاً دَخَلَ عَلَيْهِ لِصّ فَأَخَذَ مَا وَجد وَهُوَ يَنظر وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ فَمَا قَطَعَهَا. وَكَانَ آيَة فِي النَّحْوِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَقِيْلَ: سنة أربع وسبعين، رحمه الله.