قَالَ مُؤيد الدَّوْلَة ابْنُ مُنْقِذ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ النَّجَّار رسولَ نَاصِرِ الدَّوْلَة ابْنِ حَمْدَان الْمُتَغَلب عَلَى مِصْرَ إِلَى أَلب آرسلاَن يَسْتَدعيه وَيطلبُ عَسَاكِره لِيَتَسَلَّمَ ديَارَ مِصْر لمَا وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السودَان وَكَانَتِ المرَاسلَة فِي سَنَةِ "463" فَوردت عَلَيْهِ بِخُرَاسَانَ فَجَهَّزَ جَيْشاً كَثِيْراً وَوصل هُوَ إِلَى ديَار بكر ثُمَّ نَازل الرُّهَا وَحَاصرهَا وَسيَّر رَسُوْلهَ إِلَى مُتَوَلِّي حلب مَحْمُوْد بن نَصْر يَسْتَمده وَيَأْمرُه أَنْ يَطَأَ بِسَاطه أُسْوَة غَيْره مِنَ المُلُوْك فَلَمْ يَفْعَلْ وَخَافَ فَأَقْبَل هُوَ فَنَازل حلب وَانتشرت عَسَاكِرُه بِالشَّامِ ثُمَّ خَرَجَ مَحْمُوْد إِلَى خدمته فَأَكْرَمَه وَصَالِحه ثُمَّ فَتر السُّلْطَانُ عَنْ مِصْر فَحرَّكه طَاغِيَة الروم أَرمَانوس وَمَاتَ أَبُوْهُ صَاحِبُ خُرَاسَان بسَرْخَس فِي رَجَب فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة وَلَهُ سَبْعُوْنَ سَنَةً وَكَانَ فِي مُقَابلَة أَوْلاَد مَحْمُوْد بن سُبُكْتِكِين وَكَانَ يَنطوِي عَلَى بَعْض عَدْلٍ وَدين وَيُنْكِر عَلَى أَخِيْهِ طُغْرُلْبَك ظُلمه.

وَمَاتَ مَعَهُ فِي السَّنَةِ آرسلاَن البَسَاسيرِيّ الأَمِيْر صَاحِبُ الفِتْنَة العُظْمَى الَّذِي أَخَذَ بَغْدَاد وَخَطَبَ بِهَا لصَاحِب مِصْر المُسْتنصر الرَّافضِيّ. وَهَرَبَ خَلِيْفَةُ بغداد واستجار بالعرب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015