تَغَيَّبَ الخَلْقُ عَنْ، عَيْنِي سِوَى قمرٍ ... حَسْبِي من الخلق طرًّا ذَلِكَ القَمَرُ

مَحَلُّهُ فِي فُؤَادِي قَدْ تَمَلَّكَهُ ... وَحَازَ رُوحِي فَمَا لِي عَنْهُ مُصْطَبَرُ

وَالشَّمْسُ أَقْرَبُ مِنْهُ فِي تَنَاوُلهَا ... وَغَايَةُ الحظِّ مِنْهُ لِلورَى نَظَرُ

وَدِدتُ تَقبيلَه يَوْماً مُخَالسَةً ... فَصَارَ مِنْ خَاطرِي فِي خَدِّهِ أَثَرُ

وَكَمْ حليمٍ رَآهُ ظَنَّهُ مَلَكاً ... وَرَدَّدَ الفِكْرَ فِيْهِ أَنَّهُ بَشَرُ

قَالَ غِيثُ بنُ عَلِيّ: أَنشدنَا الخَطِيْب لِنَفْسِهِ:

إِنْ كُنْتَ تَبغِي الرَّشَادَ مَحْضاً ... لأَمْرِ دنياك والمعاد

فَخَالِفِ النَفْسَ فِي هَوَاهَا ... إِنَّ الهَوَى جَامِعُ الفَسَادِ

أَبُو القَاسِمِ النَّسِيْب: أَنشدنَا أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ لِنَفْسِهِ:

لاَ تَغْبِطَنَّ أَخَا الدُّنْيَا لِزُخْرُفِهَا ... وَلاَ لِلَذَّةِ وقتٍ عَجَّلَتْ فَرحَا

فَالدَّهْرُ أَسرَعُ شيءٍ فِي تَقَلُّبِهِ ... وَفِعْلُهُ بيّنٌ لِلْخَلْقِ قَدْ وَضَحَا

كَمْ شاربٍ عَسَلاً فِيْهِ مَنِيَّتُهُ ... وَكمْ تَقَلَّدَ سَيْفاً مَنْ بِهِ ذُبِحَا

وَمَاتَ مَعَ الخَطِيْب حَسَّانُ بنُ سَعِيْدٍ المَنِيْعِيّ وَأَبُو الوَلِيْدِ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ زِيدُوْنَ شَاعِر الأَنْدَلُس وَأَبُو سَهْلٍ حَمْدُ بنُ وَلْكيز بِأَصْبَهَانَ وَعبد الوَاحِد بن أَحْمَدَ المَلِيْحِي وَأَبُو الغَنَائِمِ مُحَمَّد بن عَلِيٍّ الدَّجَاجِي وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي الهَيْثَمِ التُّرَابِي بِمَرْو وَأَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ وشَاح الزَّيْنَبِيّ وَالحَافِظُ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبد البَر وَأَبُو طَاهِرٍ أحمد ابن مُحَمَّدٍ العُكْبَرِيّ عَنْ، ثَلاَث وَسَبْعِيْنَ سَنَةً وَهُوَ أخو أبي منصور النديم وَشيخُ الشِّيْعَة أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بنُ حَسَنِ بنِ حَمْزَةَ الطَّالكِي الجَعْفَرِيّ؛ صِهر الشَّيْخ المُفِيد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015