قُلْتُ: قَدْ كَانَ أَبُو طَالِبٍ فَقِيْهاً عَالِماً زَاهِداً خَيِّراً مُكْثِراً صحب أَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ بَطَّة وَأَبَا عَبْدِ اللهِ بنَ حَامِدٍ وَتَفَقَّهَ لأَحْمَدَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو الحُسَيْنِ ابْن الطُّيورِي وَأَبُو عَلِيٍّ البرَادَانِي وَشُجَاعٌ الذُّهْلِيّ وَأَبُو الْعِزّ بن كَادش وَأَحْمَدُ بنُ قُرَيْش وَأَبُو بكر مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ البَاقِي القَاضِي وَآخَرُوْنَ. وَقَدْ أُدْخِلَ فِي سَمَاعه مَا لَمْ يَتَفَطَّنْ لَهُ.
قَالَ ابْنُ الطُّيُوْرِيِّ: لَمَّا قَدِمَ عَسْكَرُ طُغْرُلْبَك لقِي بَعْضُهُم ابْن العُشَارِي فَقَالَ: يَا شَيْخ! أَيْشٍ مَعَكَ؟ قَالَ: مَا مَعِي شَيْءٌ. ثُمَّ ذَكَرَ أَن فِي جَيبه نَفَقَةً فَنَادَاهُ وَأَخْرَج مَا مَعَهُ وَقَالَ: هَذَا مَعِي. فَهَابه الرَّجُلُ وَعَظَّمَهُ وَلَمْ يَأْخُذ النفقَة.
قَالَ ابْنُ الطُّيُوْرِيِّ: قَالَ لِي بَعْضُ أَهْل البَادِيَة: نَحْنُ إِذَا قُحِطْنَا اسْتَسقينَا بِابْنِ العُشَارِي فَنُسْقَى.
وَقِيْلَ: إِنَّ رَجُلاً قرَأَ عَلَى العُشَارِي كِتَاب الرُّؤيَا لِلدَارقطنِي فَلَمَّا وَصلَ إِلَى خَبَر أُمِّ الطُّفَيْل؛ قَالَ: وذكر الحديث فقال للقارئ: اقرَأَ الحَدِيْثَ عَلَى وَجهه فَهُوَ مِثْلُ السَّارِيَة.
تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَة.