العَلاَّمَةُ، قَاضِي المَوْصِلِ؛ أَبُو جَعْفَرٍ، مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ، السِّمْنَانِيُّ الحَنَفِيُّ.
حَدَّثَ عَنْ: نَصْرٍ المَرْجِيِّ، وَعَلِيِّ بنِ عُمَرَ الحَرْبِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَلاَزَمَ ابْنَ البَاقِلاَّنِيّ حَتَّى بَرَعَ فِي عِلْمِ الكَلاَمِ.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَتَبْتُ عَنْهُ، وَكَانَ صَدُوْقاً، فَاضِلاً حَنَفِيّاً، يَعْتَقِدُ مَذْهَبَ الأَشْعَرِيِّ، وَلَهُ تَصَانِيْفُ.
قُلْتُ: كَانَ من أذكياء العلم.
وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ حَزْمٍ، فَقَالَ: هُوَ أَبُو جَعْفَرٍ السِّمْنَانِيُّ المَكْفُوْفُ، هُوَ أَكْبَرُ أَصْحَابِ أَبِي بَكْرٍ البَاقِلاَّنِيّ، وَمُقَدَّمُ الأَشْعَرِيَّةِ فِي وَقْتِنَا، وَمِنْ مَقَالَتِه قَالَ: مَنْ سَمَّى اللهَ جِسماً مِنْ أَجلِ أَنَّهُ حَاملٌ لِصِفَاتِه فِي ذَاتِه، فَقَدْ أصاب المعنى، وَأَخْطَأَ فِي التَّسمِيَةِ فَقَطْ. ثُمَّ أَخَذَ ابْنُ حَزْمٍ يُشنِّعُ عَلَى السِّمْنَانِيِّ، وَذَكَرَ عَنْهُ تَجْوِيْزَ الرِّدَةِ عَلَى الرَّسُولِ بَعْدَ أَدَاءِ الرِّسَالَةِ. نَعُوْذُ بِاللهِ مِنَ الضَّلاَلِ.
تُوُفِّيَ أَبُو جَعْفَرٍ بِالمَوْصِلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِ مائَةٍ وَلَهُ ثَلاَثٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً. تَخَرَّجَ بِهِ فِي العَقْلِيَّاتِ القَاضِي أبو الوليد الباجي، وغيره.