التَسْلِيمُ لنُصُوص الكِتَاب وَالسُّنَّة، وَبِهِ قَالَ ابْنُ البَاقِلاَّنِيّ، وَابْنُ فُوْرَك، وَالكِبَارُ إِلَى زَمَن أَبِي المعَالِي، ثُمَّ زَمَنِ الشَّيْخ أَبِي حَامِدٍ، فَوَقَعَ اختلاَفٌ وَأَلْوَانٌ، نَسْأَلُ اللهَ العَفْوَ.
وَلأَبِي ذَرٍّ الهروي مصنف في الصفات على موال كِتَاب أَبِي بَكْرٍ البَيْهَقِيِّ بحَدَّثَنَا وَأَخْبَرَنَا.
قَالَ الحَسَنُ بنُ بَقِيٍّ المَالِقِي: حَدَّثَنِي شَيْخٌ قَالَ: قِيْلَ لأَبِي ذَرٍّ: أَنْتَ هَرَوِيٌّ فمِنْ أَيْنَ تَمَذْهَبْتَ بِمَذْهَبِ مَالِك وَرَأْي أَبِي الحَسَنِ؟ قَالَ: قَدِمْتُ بَغْدَاد. فَذَكَرَ نَحْواً مِمَّا تقدَّم فِي ابْنِ الطَّيِّب. قَالَ: فَاقتديتُ بِمَذْهَبِهِ.
قَالَ عَبْدُ الغَافِرِ بنُ إِسْمَاعِيْلَ فِي "تَاريخ نَيْسَابُوْر": كَانَ أَبُو ذَر زَاهِداً، وَرِعاً عَالِماً، سَخِيّاً لاَ يَدَّخِرُ شَيْئاً، وَصَارَ مِنْ كِبَار مَشْيَخَة الحَرَم، مُشَاراً إِلَيْهِ فِي التَّصوُّف، خَرَّجَ عَلَى الصَّحِيْحَيْنِ تَخْرِيجاً حَسَناً، وَكَانَ حَافِظاً، كَثِيْرَ الشُّيُوْخ.
قُلْتُ: لَهُ "مُسْتَدْرَكٌ" لَطِيْفٌ فِي مُجَلَّد عَلَى "الصَّحِيْحَيْنِ" علقت مِنْهُ، يدلُّ عَلَى مَعْرِفَته، وَلَهُ كِتَابُ "السُّنَّة"، وَكِتَابُ "الجَامع"، وَكِتَاب "الدُّعَاء"، وَكِتَاب "فَضَائِل القُرْآن"، وَكِتَاب "دلاَئِل النُّبُوَّة"، وَكِتَاب "شهَادَة الزُّور"، وَكِتَاب "الْعِيدَيْنِ". الكُلُّ بِأَسَانِيْدِهِ، وَلَهُ كِتَاب "فَضَائِل مَالِك"، كبير، و"كتاب الصَّحِيْح المُسْنَد الْمخْرج عَلَى الصَّحِيْحَيْنِ"، وَ"مسَانيد المُوَطَّأ" وَ"كَرَامَاتَ الأَوْلِيَاء"، وَ"المنَاسك"، وَ"الرِّبا"، وَ"اليمِين الفَاجرَة"، وَكِتَاب "مَشْيَخته"، وَأَشْيَاء. وَهَذِهِ التَّوَالِيفُ لَمْ أَرهَا، بَلْ سمَّاهَا القَاضِي عِيَاض.
وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المُفَضَّلِ الحَافِظ: رَوَى لَنَا السِّلَفِيّ شَيْخُنَا- أَحَادِيْثَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الطُّرَيْثِيْثِيّ بسَمَاعِهِ مِنْ أَبِي ذَرٍّ، وَعَنْ أَبِي شاكر العثماني حديثًا واحدًا بسماعه منه. وسمع: نا مِنَ السِّلَفِيّ جَمِيْع صَحِيْح البُخَارِيِّ بِإِجَازته مِنْ أَبِي مَكْتُوْم عِيْسَى بنِ أَبِي ذَرٍّ، وَكَانَ شَيْخُنَا أَبُو عُبَيْدٍ نعمَةُ بنُ زيَادَة الله الغِفَارِيُّ سَمِعَ: الكِتَابَ بِمَكَّةَ مِنْ أَبِي مَكْتُوْم، فَسَمِعْتُ عَلَيْهِ أَكثَره، وَأَجَاز لِي مَا بَقِيَ مِنْ آخِره، وآخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ أَبِي مَكْتُوْم أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ حُمَيْد بنِ عَمَّار الأَنْصَارِيُّ بِمَكَّةَ، وَأَجَازَهُ لِي.
قَالَ: وَقَرَأْتُ الكِتَابَ كُلَّه عَلَى شَيْخِنَا أَبِي طَالِبٍ صَالِحِ بنِ سَنَد بسَمَاعه مِنَ الطُّرْطُوْشِيّ، عَنْ أَبِي الوَلِيْد البَاجِي، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وَقرأتُهُ عَلَى أَبِي القَاسِمِ مَخْلُوفِ بن عَلِيٍّ القَرَوِيِّ، عَنْ أَبِي الحَجَّاج يُوْسُف بن نَادر الَّلخْمِي، عَنْ عَلِيِّ بنِ سَلْمَان النَّقَّاش، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنْ شُيُوْخه الثَّلاَثَة.
قَالَ الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ الغَسَّانِيّ: أَخْبَرَنَا أَبُو القَاسِمِ أَحْمَدُ بنُ أَبِي الوليد الباجي، أخبرنا