الشَّيْخُ الحَافِظُ المُجَوِّدُ, محدِّث العِرَاقِ, أَبُو الحُسَيْنِ, مُحَمَّدُ بنُ المُظَفَّرِ بنِ مُوْسَى بنِ عِيْسَى بنِ مُحَمَّدٍ البَغْدَادِيُّ.
قَالَ: أَبِي مِنْ سامَرَّاء, وَوُلِدْتُ أَنَا بِبَغْدَادَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وَأَوَّلُ سَمَاعِي فِي سَنَةِ ثَلاَثِ مائَةٍ.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ مِنْ ذُرِّيَّةِ سَلَمَة بنِ الأَكْوَعِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ, فَسُئِلَ عَنْ هَذَا فَقَالَ: لاَ أَعلمُ صِحَّةَ ذَلِكَ.
سَمِعَ مِنْ: حَامِدِ بنِ شُعَيْب البَلْخِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ بنِ البَاغَنْدِيِّ، وَأَبِي القَاسِمِ البَغَوِيِّ، وَالهَيْثَمِ بنِ خَلَفٍ الدُّوْرِيِّ, وَقَاسِمِ بنُ زَكَرِيَّا المطرَّز, وَأَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الصُّوْفِيُّ، وَمُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ الطَّبَرِيِّ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ البُخَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ زَبَّانَ المِصْرِيِّ, وَعَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ عَلاَّنَ, وَأَبِي جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ زَيْدَانَ البَجَلِيِّ، وَأَبِي عَرُوْبَةَ الحَرَّانِيِّ, وَالحُسَيْنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ جُمُعَةَ, وَمُحَمَّدِ بنِ خُرَيْمٍ, وَمُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الحَمِيدِ الفَرْغَانِيِّ، وَأَبِي الحَسَنِ بنِ جَوْصَا, وَطَبَقَتِهِم بِبَغْدَادَ وَواسِطَ وَالكُوْفَةِ, وَالرَّقَّةِ وَحَرَّانَ, وَحِمْصَ وَحَلَبَ وَمِصْرَ, وَأَمَاكنَ.
وتقدَّم فِي مَعْرِفَةِ الرِّجَالِ, وَجَمَعَ وصنَّف, وعُمِّر دَهْراً, وبَعُدَ صِيْتُهُ، وَأَكثرَ الحفَّاظ عَنْهُ مَعَ الصِّدْقِ وَالإِتْقَانِ, وَلَهُ شُهرَةٌ ظَاهِرَةٌ, وَإِنْ كَانَ لَيْسَ فِي حِفظِ الدَّارَقُطْنِيِّ.
حدَّث عَنْهُ: أَبُو حَفْصٍ بنُ شَاهِيْن, وَالدَّارَقُطْنِيّ, وَالبَرْقَانِيُّ، وَابنُ أَبِي الفَوَارِسِ, وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَأَبُو سَعْدٍ المَالِيْنِيُّ, وَأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الجَارُوْدِيُّ, وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الخَلاَّلُ, وَأَبُو القَاسِمِ التَّنُوْخِيُّ, وَأَبُو القَاسِمِ الجَوْهَرِيُّ, وَعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ بَرْهَانَ، وَالقَاضِي مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الدَّاوُودِيُّ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ابْنُ المظَفَّر فَهِماً حَافِظاً صَادقاً مُكْثِراً.
قَالَ أَبُو ذَرٍّ الهَرَوِيُّ: سَمِعْتُ ابنَ أَبِي الفَوَارِسِ يَقُوْلُ: سَأَلْتُ ابنَ المظَفَّر عَنْ حَدِيْثٍ عَنِ البَاغَنْدِيِّ, عَنِ ابْنِ زَيْدٍ المُنَادِي, عَنْ عَمْرٍو بنِ عَاصِمٍ, عَنْ شُعْبَةَ فَقَالَ: لَيْسَ هُوَ عِنْدِي, قُلْتُ: لعلَّه عِنْدَكَ, قَالَ: لَوْ كَانَ عِنْدِي كُنْتُ أَحْفَظُهُ، وَعِنْدِي عَنِ البَاغَنْدِيِّ مائَةُ أَلْفِ حَدِيْثٍ, لَيْسَ عِنْدِي هَذَا.
قال البرقاني: كتب الدارقطني ألوفًا عن أبي المظَفَّر.
وَقَالَ الخَطِيْبُ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الدَّاوُودِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ يُعَظِّم ابنَ المظَفَّر ويُجِلُّه، وَلاَ يَسْتَندُ بِحَضْرتِهِ, وَرَأَيْتُ مِنْ أُصُولِهِ فِي الوَرَّاقِينَ شَيْئاً كَثِيْراً, فَسأَلتُ عَنْهَا ورَّاقًا فَقَالَ: بَاعَنِي ابْنُ المظَفَّر مِنْهَا ثَمَانِيْنَ رِطْلاً. قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ: وَكَانَتْ كُلُّهَا عَنِ ابْنِ صَاعِدٍ, كَتَبَهَا عَنْهُ بِخطِّهِ الدَّقِيْقِ, فَجئْتُ إِلَيْهِ فسأَلتُهُ عَنْهَا, فَقَالَ: أَنَا بِعْتُهَا، وَهل أُؤَمِّلُ أَنْ يُكْتَبَ عنِّي حَدِيْثُ ابْنُ صَاعِدٍ. أو كما قال.