الملك أبو علي, الحسن بن أحمد بن أَبِي سَعِيْدٍ حسنِ بنِ بَهْرَامَ, مِنْ أَبنَاءِ الفرسِ الجَنَّابِيُّ القِرْمِطِيُّ, الملقَّب بِالأَعصمِ.
مَوْلِدُهُ بِالأَحسَاءِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ, وتنقَّلت بِهِ الأَحوَالُ, وَأَصلُهُ مِنَ الفرسِ.
استولَى عَلَى الشَّامِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَاسْتنَابَ عَلَى دِمَشْقَ وشاحاً السُّلَمِيَّ, ثُمَّ ردَّ إِلَى الأحساء, ثم جاء إلى الشام سنَةَ سِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَعظمتْ جموعُهُ، وَالتَقَى جَعْفَرَ بنَ فلاَحٍ مُقدّمَ جَيْشِ المعزِّ العبيديِّ, فَهَزمَهُ وَظفرَ بِجَعْفَرٍ فذبَحَهُ، وَكَانَ هَذَا قَد أَخذَ دِمَشْقَ وَافتتحَهَا للمعزِّ, ثُمَّ ترقَتْ همَّةُ الأَعصمِ, وَسَارَ بجيوشِهِ إِلَى مِصْرَ, ثُمَّ حَاصرَ مِصْرَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّيْنَ أَشهراً, وَاسْتعمل عَلَى إِمرَةِ دِمَشْقَ ظَالِمَ بنَ مَرْهوبٍ العُقَيْلِيَّ, ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الشَّامِ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ بِالرَّمْلَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَكَانَ يُظهرُ طاعة الطائع العباسي.
وله نظم يروق.