الإِمَامُ الجَلِيْلُ المَأْمُوْنُ, مُسْنِدُ الأَنْدَلُسِ, أَبُو عِيْسَى, يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى ابْنِ فَقِيْهِ الأَنْدَلُسِ يَحْيَى بنِ يَحْيَى بنِ وِسْلاس اللَّيْثي القُرْطُبِيُّ المَالِكِيُّ, رَاوِي المُوَطَّأ عَنْ عَمِّ أَبيهِ عُبيدِ اللهِ بنِ يَحْيَى.
سَمِعَ أَيْضاً مِنْ مُحَمَّدَ بنَ عُمَرَ بنِ لُبَابَةَ، وَأَحْمَدَ بنَ خَالِدٍ الجبَّابَ، وَأَسلمَ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَوَالِدِهِ عَبْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى, وَعَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ البجَّانِيَّ، وَجَمَاعَةً.
وَوَلِيَ قَضَاءَ مدينَةَ بِجَّانَةَ وَإِلبيْرَةَ مِنْ جهَةِ أَخيْهِ قَاضِي الجَمَاعَةِ, ثُمَّ وَلاَّهُ أَحكَامَ الردِّ.
طَالَ عُمُرُهُ وبَعُدَ صيتُهُ، وتفرَّد بعلوِّ "الموطَّأ", وَرحلُوا إِلَيْهِ.
وَرَوَى عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بنِ يَحْيَى أَيْضاً كِتَابَ "اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ"، و"سماع بن القَاسِمِ" وَ"عشرَةَ يَحْيَى بنِ يَحْيَى" وَ"تفسيرَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ زَيْدِ بنِ أَسْلمَ"، وَنتَفاً مِنْ حَدِيْثِ الشُّيُوْخ.
قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ بنُ الفَرَضِي: اختلفْتُ إِلَيْهِ فِي سمَاعِ "المُوَطَّأِ" سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وَكَانَ المِيعَادُ أَيَّامَ الجُمَع, فتَمَّ لِي سمَاعُهُ, وَلَمْ أشهَدْ بقُرطبَةَ مَجْلِساً أَكثَرَ بشراً مِنْ مَجْلِسِهِ فِي "المُوَطَّأِ", إلَّا مَا كَانَ مِنْ بَعْضِ مَجَالِسِ يَحْيَى بنِ مَالِكٍ، وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ المُؤَيَّدُ بِاللهِ.
قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو عمر الطَّلَمَنْكي، والحافظ محمد بن عمر بن الفخَّارِ, وَخَلَفُ بنُ عِيْسَى الوَشْقيُّ, وَعُثْمَانُ بنُ أَحْمَدَ القيشطَالِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ الحذَّاء، وَيُوْنُسُ بنُ مُغِيْثٍ, وَآخرُوْنَ.
توفِّي فِي ثَامنِ رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ عَنْ سن عالية.