3303- ابن نُجَيْد 1:

الشيخ الإمام القدوة المحدّث الباني, شَيْخُ نَيْسَابُوْرَ, أَبُو عَمْرٍو إِسْمَاعِيْلُ بنُ نُجَيْد ابْنِ الحَافِظِ أَحْمَدَ بنِ يُوْسُفَ بنِ خَالِدٍ السلمي النيسابوري الصوفِّي, كبير الطائفة, ومسند خرسان.

مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.

سَمِعَ أَبا مُسْلِمٍ الكَجِّيَّ, وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ أَيُّوْبَ البَجَلِيَّ، وَمُحَمَّدَ بنَ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيَّ, وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ أَبِي طَالِبٍ, وَعَلِيَّ بنَ الجُنَيْدِ الرَّازِيَّ، وَجَعْفَرَ بنَ أَحْمَدَ بنِ نَصْرٍ, وَجَمَاعَةً, وَلَهُ جُزءٌ مِنْ أَعْلَى مَا سَمِعْنَاهُ.

حدَّث عَنْهُ: سبطُهُ؛ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ, وَأَبو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصفَّار، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ حمدَانَ النَّصروِيُّ, وَعبدُ القَاهِرِ بنُ طَاهِرٍ الأُصولِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ عُمَرُ بنُ قَتَادَةَ, وَأَبو العَلاَءِ صَاعدُ بنُ مُحَمَّدٍ القَاضِي, وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدَشٍ، وَأَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ مسرورٍ, وَآخرُوْنَ.

وَمِنْ محَاسِنِهِ أنَّ شَيْخَهُ الزَّاهِدَ أَبَا عُثْمَانَ الحِيْرِيَّ طلبَ فِي مَجْلِسِهِ مالًا لبعض الثغور, فتأخَّر, فتألَّم وبكى على رءوس النَّاسِ, فَجَاءهُ ابْنُ نُجَيْدٍ بِأَلفَيْ دِرْهَمٍ, فَدَعَا لَهُ, ثُمَّ إِنَّهُ نوَّه بِهِ, وَقَالَ: قَدْ رجوتُ لأَبِي عَمْرٍو بِمَا فعلَ, فإِنَّهُ قَدْ نَابَ عَنِ الجَمَاعَةِ, وَحملَ كَذَا وَكَذَا, فَقَامَ ابْنُ نُجَيْدٍ وَقَالَ: لَكِنْ إِنَّمَا حملتُ مِنْ مَالِ أُمِّي، وَهِيَ كَارِهِةٌ, فَيَنْبَغِي أَنْ تردَّه لِتَرضَى, فَأَمرَ أَبُو عُثْمَانَ بِالكِيسِ فرُدَّ إِلَيْهِ, فلمَّا جنَّ اللَّيْلُ جَاءَ بِالكيسِ، وَالتمسَ مِنَ الشَّيْخِ سترَ ذَلِكَ, فَبَكَى، وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يَقُوْلُ: أَنَا أَخْشَى مِنْ همَّةِ أَبِي عَمْرٍو.

وَقَالَ الحَاكِمُ: وَرِثَ أَبُو عَمْرٍو مِنْ آبَائِهِ أَمْوَالاً كَثِيْرَةً, فَأَنفقَ سَائِرَهَا عَلَى العُلَمَاءِ وَالزُّهَّادِ, وَصَحِبَ أَبَا عُثْمَانَ الحِيْرِيَّ وَالجُنَيْدَ، وَسَمِعَ مِنَ الكَجِّيِّ وَغَيْرِهِ.

قَالَ أَبُو عبدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ: جدِّي لَهُ طريقَةٌ ينفردُ بِهَا مِنْ صوْنِ الحَالِ وَتلبيسِهِ, سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: كُلُّ حَالٍ لاَ يَكُونُ عَنْ نتيجَةِ علمٍ وَإِنْ جَلَّ, فَإِنَّ ضرره على صاحبه أكبر من نفعه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015