وكَتَبَ كُتبَ الشَّافِعِيِّ الجَدِيدَةَ عَنِ الفَقِيْه أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بنِ جَوْن الفَرْغَانِيِّ صَاحِبِ الرَّبِيْعِ.
وَقَدْ رتَّب شَيْخُنَا أَبُو الحجَّاجِ شُيُوْخَ أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ عَلَى الحُرُوْفِ, لَكِنَّهُ اقْتَصَرَ عَلَى مَنْ لَهُ عَنْهُ رِوَايَةٌ فِي الغَيْلاَنِيَّاتِ, فَذَكَرْتُ هُنَا كِبَارَهُم.
وآخِرُ مَنْ رَوَى حَدِيْثَهُ عَالِياً أَبُو حَفْصِ بنُ طَبَرْزَدَ, بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ رَجُلاَنِ؛ أَبُو القَاسِمِ بنُ الحُصَيْنِ, عَنْ أَبِي طَالِبِ بنِ غَيْلاَنَ, عَنْهُ. وَمن فَاتَتْهُ "الغَيْلاَنِيَّاتُ" وَ"القَطِيْعِيَّاتُ"، وَجُزْءُ الأَنْصَارِيِّ, نَزَلَ حَدِيْثُهُ دَرَجَةً, ثُمَّ لَمْ يَجِدْ شَيْئاً أَعْلَى مِنْ حَدِيْثِ البَغَوِيِّ, ثُمَّ ابْنِ صَاعِدٍ, وَمَنْ فَاتَهُ حَدِيْثُ هَذَيْنِ نَزَلَ إِلَى حَدِيْثِ المَحَامِلِيِّ وَالأَصَمِّ وَإِسْمَاعِيْلَ الصَّفَّارِ رَاوِي جُزْءَ ابْنِ عَرَفَةَ.
طَالَ عُمُرُ أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ, وتفرَّد بِالرِّوَايَةِ عَنْ جَمَاعَةٍ، وَتَزَاحَمَ عَلَيْهِ الطَّلَبَةُ؛ لإِتْقَانِهِ وَعُلُوِّ إِسْنَادِهِ.
حدَّث عَنْهُ: الدَّارَقُطْنِيُّ, وَأَبُو حَفْصٍ بنُ شَاهِيْنٍ، وَأَبُو عَبْدِ الله بن مندة, وأبو بكر بن مردويه، وَأَبُو سَعِيْدٍ النَّقَّاشُ, وَمُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ النَّرْسِيُّ, وَأَبُو عَلِيٍّ بنُ شَاذَانَ، وَأَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ المَحَامِلِيُّ، وَأَبُو القَاسِمِ بنُ بِشْرَانَ, وَالأُسْتَاذُ أَبُو إِسْحَاقَ الإِسْفَرَايِيْنِيُّ, وَالفَضْلُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ شَهْرَيَارَ التَّاجِرُ، وَطَلْحَةُ بنُ الصَّقْرِ الكَتَّانِيُّ, وَمكِّيّ بنُ عَلِيٍّ الحَرِيْرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الحُرَفِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ النِّمْطِ, وَالحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ بطْحَاءَ, وَعَبْدُ الغَفَّارِ بنُ مُحَمَّدٍ المُؤَدِّبُ، وَعُثْمَانُ بنُ دُوسْتَ العَلاَّفُ, وَالحَسَنُ بنُ دُوْمَا النِّعَالِيُّ, وَعَبْدُ البَاقِي بنُ مُحَمَّدٍ الطَّحَّانُ، وَأَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ غَيْلاَنَ, وَخَلْقٌ سِوَاهُم. وَكَانَ يتردَّد إِلَى البِلاَدِ فِي التِّجَارَةِ.
وَسَمِعَ بِمِصْرَ وَالشَّامِ وَالجَزِيْرَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
قَالَ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً ثَبْتاً, كَثِيْرَ الحَدِيْثِ, حَسَنَ التَّصْنِيْفِ, جَمَعَ شُيوخاً وَأَبْواباً, حَدَّثَنِي أَبُو الحَسَنِ بنُ مَخْلَدٍ أَنَّهُ رَأَى مَجْلِساً أَملاَهُ أَبُو بَكْرٍ فِي حَيَاةِ أَبِي مُحَمَّدِ بنِ صَاعِدٍ.
قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: سُئِلَ الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ فَقَالَ: ثِقَةٌ جَبَل, مَا كَانَ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ أَحَدٌ أَوْثَقُ مِنْهُ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الثِّقَةُ المَأْمُوْنُ الَّذِي لَمْ يُغْمَزْ بِحَالٍ.
قُلْتُ: قَدِ انْتَقَى عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنِيُّ رُبَاعِيَّاتِهِ فِي جُزْءٍ كَبِيْرٍ سَمِعنَاهُ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي شَهْرِ ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِيْنَ وثلاث مائَةٍ, وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ وَقَعَ ذِكْرُهُ