وَقَالَ: الحِجَامَةُ تُفطِّر الحَاجمَ وَالمَحْجُوم. وَالتزم أَنَّهُ هُوَ المَذْهَب لصحَّة الأَحَادِيْث فِيْهِ، وَهَذَا فِيْهِ نَظر؛ لأَنَّ الإِمَامَ مَا ضعَّف الأَحَادِيْث, بل ادَّعى نَسْخَها.
حَدَّثَ عَنْهُ: الحَاكِمُ, وَابنُ مَنْدَة, وَأَبُو طَاهِر بن مَحْمِش، وَالقَاضِي أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الحِيْرِيّ، وَأَبُو الفَضْلِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ السَّهْلِي الصَّفَّار, وَعِدَّة.
قَالَ الحَاكِمُ: صنَّف أَبُو الوَلِيْدِ المُسْتَخْرَجَ عَلَى صَحِيْح مُسْلِم.
وصنَّف الأَحْكَام عَلَى مَذْهَب الشَّافِعِيّ.
قَالَ أَبُو سَعْدٍ الأَدِيْب: سَأَلت أَبَا عليّ الثَّقَفِيَّ فَقُلْتُ: مَنْ نسأَل بَعْدَك؟ قَالَ: أَبَا الوَلِيْدِ.
قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ الأُسْتَاذَ أَبَا الوَلِيْدِ يَقُوْلُ: قَالَ لِي أَبِي: أَيَّ شَيْء تَجْمعُ? قُلْتُ: أُخرِّج عَلَى كتَاب البُخَارِيِّ, فَقَالَ: عَلَيْكَ بكتَابِ مُسْلِم, فَإِنَّهُ أَكْثَرُ بَرَكَةً, فَإِنَّ البُخَارِيّ كَانَ يُنْسَب إِلَى اللَّفْظ.
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الذُّهْلِيّ: وَمُسْلِم أَيْضاً نُسِبَ إِلَى اللَّفْظ, ألَا تَرَاهُ كَيْفَ قَامَ مِنْ مَجْلِس الذُّهْلِيّ عَلَى رَأْس الملأِ لَمَّا قَالَ: ألَا مَنْ كَانَ يَقُوْلُ بقولِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيْلَ فَلاَ يَقْرَبَنَّا? فَهَذِهِ مَسْأَلَة مُشْكِلَةٌ, وَقَدْ كَانَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ لاَ يَرَوْنَ الخوضَ فِي هَذِهِ المَسْأَلَة, مَعَ أنَّ البُخَارِيَّ -رَحِمَهُ اللهُ- مَا صرَّح بِذَلِكَ, وَلاَ قَالَ: أَلفَاظُنَا بِالقُرْآن مَخْلُوْقَة, بَلْ قَالَ: أَفعَالُنَا مَخْلوقَة، وَالمقروء الْمَلْفُوظ هُوَ كَلاَمُ الله تَعَالَى, وَلَيْسَ بِمَخْلُوْقٍ, فَالسُّكوت عن توسّع العبارات أسلم للإنسان.
وَلقد كَانَ أَبُو الوَلِيْدِ هَذَا مِنْ أَركَانَ الدِّين، وَلَمَّا توفِّي رثَاهُ أَبُو طَاهِر بن مَحْمِش الفَقِيْه, أَحدُ تَلاَمِذته بقصيدَة سِتِّيْنَ بيتاً.
قَالَ الحَاكِمُ: أَرَانَا أَبُو الوَلِيْدِ نَقْشَ خَاتمه: اللهُ ثِقَةُ حَسَّانِ بن مُحَمَّدٍ, وَقَالَ: أَرَانَا عَبْد المَلِكِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَدِيّ نَقْش خَاتمه: اللهُ ثِقَة عَبْد المَلِكِ بن مُحَمَّدٍ, وَقَالَ: أَرَانَا الرَّبِيْع نَقْش خَاتمه: اللهُ ثِقَة الرَّبِيْع بن سُلَيْمَانَ, وَقَالَ: كَانَ نقش خَاتم الشَّافِعِيّ: الله ثِقَة مُحَمَّدِ بنِ إِدْرِيْسَ, هَذَا إِسْنَاد ثَابِت.
مَاتَ أَبُو الوَلِيْدِ فِي شَهْرِ رَبِيْعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, عَنِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِيْنَ سَنَةً.
قَالَ الحَاكِمُ: هُوَ أَبُو الوَلِيْدِ القُرَشِيّ الأُمَوِيّ الشَّافِعِيّ, إِمَامُ أَهْلِ الحَدِيْث بِخُرَاسَانَ، وَأَزْهَد مَنْ رَأَيْتُ مِنَ العُلَمَاءِ وَأَعبَدُهُم, تفقَّه بِبَغْدَادَ عَلَى ابْنِ سُرَيْج.