الإِمَامُ الفَقِيْه المَأْمُوْنُ الزَّاهِدُ العَابِد, أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَار النَّيْسَابُوْرِيُّ الحَنَفِيُّ.
سَمِعَ مُحَمَّدَ بنَ أَشْرَس, وَالسَّرِيَّ بنَ خُزَيْمَةَ، وَالحُسَيْن بنَ الفَضْلِ المفسِّر, وَأَحْمَدَ بنَ سَلَمَةَ, وعِدَّة.
رَوَى عَنْهُ: عُمَرُ بنُ شَاهِيْنٍ, وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِم, وَغيرُ وَاحِد.
عظَّمه الحَاكِمُ وبجَّله وَقَالَ: كَانَ يَصُوْمُ النَّهَار, وَيَقُوْمُ اللَّيْل, وَيصبِرُ عَلَى الفَقْرِ, مَا رَأَيْتُ فِي مَشَايِخِ أَصْحَابِ الرَّأْي أَعبدَ مِنْهُ.
وَكَانَ يَحُجُّ وَيغزو, وَكَانَ عَارِفاً بِالمَذْهَب, سَارَ ليحجَّ فتوفِّي غَرِيْباً بِبَغْدَادَ -رَحِمَهُ اللهُ ورَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وَقَالَ الخَطِيْبُ: ثِقَةٌ, توفِّي فِي غُرَّةِ صَفَر سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاَثِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.
وَكَانَ قَدْ رَغِبَ عَنِ الفَتْوَى لاشْتِغَالِهِ بِالعِبَادَة مَعَ صَبْرٍ عَلَى الفَقْرِ, وَكَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمل يدِهِ، ويتصدَّق, وَيُؤثِر, ويَحُجّ فِي كُلِّ عشر سِنِيْنَ، وَيغزو كُلّ ثَلاَث سِنِيْنَ, وَكَانَ كَثِيْر الرِّوَايَة.
قَالَ مرَّة: ابْنِي يحبُّ الدُّنْيَا وَاللهِ يبغضُهَا، وَلاَ أُحَبّ مَنْ يحبُّ مَا يبغضُه الله.