قَالَ الطَّبَرَانِيّ: تَفَرَّد بِهِ ابْن جَوْصَا، وَكَانَ مِنْ ثِقَاتِ المُسْلِمِيْنَ وَأَجلِّهُم.
قُلْتُ: وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ بنُ المُقْرِئِ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ التَّقِيّ بن أَبِي التَّقِيّ اليَزَنِيّ، حَدَّثَنَا جَدِّي، فذكَرَهُ مُتَابعاً لاِبْنِ جَوْصَا. وَرَوَاهُ ثِقَتَانِ عَنْ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَنْبَسَة الحِمْصِيّ، عَنْ أَبِي التَّقِيّ كَذَلِكَ، فتخلَّص الحَافِظ أَبُو الحَسَنِ مِنْهُ. وَأَبُو التّقِيّ فثِقَةٌ حُجّة، ثُمَّ إِنَّ أَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ بنِ عَنْبَسَة. قَالَ: كَانَ هَذَا الحَدِيْثُ عِنْد أَبِي التَّقِيّ فِي مكانين، ففي موضع عَنْ وَرْقَاء، وَفِي مَوْضِعٍ عَنِ ابْنِ ثَوْبَان، فَجَمَعهُمَا.
قُلْتُ: رَوَاهُ قَبْل جَمْعِهمَا مَرَّاتٍ عَنْ وَرْقَاء وَجدِّه.
قَالَ حَمْزَةُ الكِنَانِيّ: سَمِعْتُ ابْنَ جَوْصَا، يَقُوْلُ: كُنَّا بِبَغْدَادَ، فتذَاكَرُوا حَدِيْثَ أَيُّوْبَ وَأَشْبَاهَه، فَقُلْتُ: أَيش أَسند جُنَادَة عَنْ عُبَادَة؟ فسكَتُوا. ثُمَّ قُلْتُ: مَا أَسند عَمْرو بن عَمْرٍو الأُحموسِيّ؟ فَلَمْ يُجِيْبُوا.
قَالَ الحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُوْرِيّ: إِنَّمَا حدّثونَا عَنْ أَبِي التَّقِيّ برِوَايَة ابْنِ ثَوْبَان، عَنْ عَطَاءِ بن يَسَار، لَيْسَ فِيْهِ عَمْرو بن دِيْنَار.
قَالَ الحَاكِمُ: سمعت الزبير الأسداباذي يَقُوْلُ: حَكَمَ الله بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَبِي عَلِيٍّ الحَافِظ، أَتينَاهُ بِدِمَشْقَ وَصوَّرنَا لَهُ حَال ابْنِ جَوْصَا، وَأَقمْنَا فِيْهِ الحُجَجَ وَالبرَاهين فَأَخَذَ عَطَاءهُ. قُلْتُ: للزُّبَير: لَوْ كتبتَ إِلى أَبِي عَلِيٍّ بِهَذَا. فَكَتَبَ إِلَيْهِ مَعِي، فَقَالَ لِي أَبُو عَلِيّ: لاَ تشتغلْ بذَا، فَإِنَّ الزُّبَيْرَ طبلِيُّ.
قَالَ أَبُو القَاسِمِ فِي "تَارِيْخ دِمَشْقَ": ابْنُ جَوْصَا شَيْخ الشَّام فِي وَقْتِهِ، رَحَلَ وَصَنَّفَ، وذاكر، وحدث عن: محمد ابن وَزِيْر، وَمُوْسَى بن عَامِر، وَشُعَيْب بن شُعَيْبٍ بنِ إِسْحَاقَ، وَأَحْمَد بن عَبْدِ الوَاحِدِ، وَمَحْمُوْد بن سميع، ويزيد ابن عَبْدِ الصَّمَدِ، وَعَمْرو بن عُثْمَانَ الحِمْصِيّ، وَأَخِيْهِ يَحْيَى، وَابْنِ عَبْدِ الحَكَمِ، وَيُوْنُس، وَالرَّبِيْع بن سُلَيْمَانَ، وَالزُّبَيْر بنِ بَكَّار، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ. ثُمَّ سمَّى الرُّوَاةُ عَنْهُ.
أَخْبَرَنَا المُسَلَّم بنُ عَلاَّنَ فِي كِتَابِهِ، عَنِ القَاسِمِ بنِ عَلِيّ بنِ الحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللهِ بنُ الأَكفَانِي، حَدَّثَنَا الكَتَّانِي، حَدَّثَنَا العَلاَءُ بنُ حَزْم، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ بقَاء، حَدَّثَنَا عَبْدُ الغنِي بن سَعِيْد، سَمِعْتُ أَبَا الفَضْل جَعْفَر بنَ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ أَبَا الحَسَنِ -يَعْنِي الدَّارَقُطْنِيّ- يَقُوْلُ: أجمع أهل الكوفة على أنه لم يُرَ مِنْ زَمَن ابْنِ مَسْعُوْد إِلَى زَمَان ابْنِ عُقْدَة أَحفَظُ مِنِ ابْنِ عُقْدَة.